كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 15)

السنة الخامسة والثلاثون بعد المئتين
فيها عزل المتوكل عبيد الله بن [أحمد بن] (¬1) غالب القاضي، مولى الربيع الحاجب. [قال الخطيب: ] وكان الواثقُ قلَّده القضاءَ في عسكر المهدي شرقي بغداد، [وإليه تنسب سُوَيْقَةُ غالب] (¬2)، وكان فقيهًا على مذهب أهل العراق، متكبِّرًا، قبيح السيرة، سيِّءَ الطريقة، وثبَ على المساجد التي تُقَام فيها الصَّلاة، فجعلَها حوانيت يستغلُّها (¬3)، فكتب إليه [عتاهية بن أبي] (¬4) العتاهية: [من الطويل]
متى تَتَّقِ الله الذي لا تخافه ... إذا كنت يومًا تستغلُّ المساجدا
فقدت الذي لم يَرْعَ عمًّا ووالدا ... وإنْ كان مفقودًا إذا كان شاهدا
وفيه يقول أيضًا: [من الكامل]
أبكي وأندبُ بهجةَ الإسلام ... إذ صِرْتَ تقعُد مقعَد الحُكَّامِ
إنَّ الحوادثَ ما علمتُ كثيرةٌ ... وأراكَ بعضَ حوادثِ الأيَّامِ
وقال فيه أيضًا: [من الكامل]
لم تأتِ أرملةٌ لتحرزَ مالها ... إلَّا وأنتَ لمالِها محتالُ
تقضي وَفُوْكَ من المدامةِ ناصعٌ (¬5) ... ويُمِيلُ رأسَكَ عطفُكَ الميَّالُ
آلَ الربيعِ العبدُ عبدُكم طَغَى (¬6) ... ما كانَ يفعلُ فعلَهُ الدَّجَّالُ (¬7)
وقيل: فيها قَدِمَ بُغَا الشرابيّ بمحمد بن البعيث في شوَّال وأصحابه، فجلسَ المتوكِّلُ لهم، فلمَّا حضَر محمدٌ عندَه أمرَ بضربِ عنقه، وجاؤوا بالنطع والسيف، فرقَّ له
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد 12/ 23. وفيه أن عزله كان سنة (234 هـ)، وانظر المنتظم 11/ 208.
(¬2) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬3) في تاريخ بغداد: وثب على مسجد يصلي فيه طائفة من المسلمين فجعله حانوتًا يستغله للتطفيف.
(¬4) في (خ) و (ف): أبو العتاهية. والمثبت من تاريخ بغداد. ولم يذكر الشعر في (ب).
(¬5) في تاريخ بغداد: ساطع.
(¬6) في تاريخ بغداد: بنيُّ عبدكم طغى.
(¬7) تاريخ بغداد 12/ 23 - 24.

الصفحة 19