كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 15)

سكنَ بغداد، وحجَّ إلى مكَّة مرارًا، [وكان صالحًا ثقةً. وقال عبد الله بن أحمد (¬1): حدثنا محمد بن سهل قال: ] (¬2) رأيت بطَريقِ مكة رجلًا مغربيًّا ينادي: من أصابَ لنا هميانًا له ألف دينار، وإذا بإنسان أعرج، عليه أطمارٌ رثَّةٌ يقول للمغربي: ما علامة هميانك؟ فقال: كذا وكذا، فأخرج الهميان فدفعه إليه ففتحه، وإذا فيه جوهر له قيمة تساوي خمسين ألف دينار، فأخرج منه حبَّةً وجعل يقول: هذه تساوي كذا وكذا ألف دينار، وهذه تساوي ألف دينار، وهذه تساوي خمس مئة دينار، وكان فيه بضائع للناس، ثمَّ أخرجَ ألف دينار ودفعَها إلى الأعرج، فلم ينظر إليها وقال: لو كان الهميانُ يساوي عندي بعرةً ما رَدَدْتُه، ومضى ولم يأخذ منها شيئًا (¬3).
حدَّث عن عبد الرزاق وغيره، ورَوى عنه عبدُ الله بن الإمام أحمد (¬4) وغيره، وكان صالحًا ثقةً (¬5).

يعقوب بن إسحاق
ابن البُهلول بن حسَّان بن سِنان، أبو يوسف التَّنوخيُّ الأنباريّ.
كان من حفَّاظ القرآن، عالمًا بعدده وآياته وحروفه وكلماته (¬6)، زاهدًا ورعًا.
ولد بالأنبار سنة سبعٍ وثمانين ومئة، وحدث حديثًا كثيرًا، ومات فِي حياةِ أبيه فِي رمضان، ودفن فِي مقابر باب التبن، فوجدَ أبوه عليه وجدًا شديدًا، وفاته صلوات (¬7) بسبب حزنه عليه، وكان يقول: ابني يعقوب أكملُ مني. وتوفي أبوه فِي السنة الآتية (¬8).
¬__________
(¬1) كذا فِي (ب)، وفي تاريخ بغداد 3/ 253: أحمد بن محمد بن مسروق ...
(¬2) ما بين حاصرتين من (ب)، وفي (خ) و (ف): وقال.
(¬3) انظر الخبر بنحوه فِي تاريخ بغداد 3/ 253 - 254.
(¬4) لم أقف على من ذكر عبد الله بن أحمد فِي الرواة عنه.
(¬5) انظر ترجمته أيضًا فِي تهذيب الكمال 25/ 325، وتاريخ الإسلام 6/ 176. وأورده ابن الجوزي فِي المنتظم 14/ 149 فِي وفيات 351 هـ! ؟
(¬6) فِي تاريخ بغداد 16/ 403: وكان من حفاظ القرآن، العالمين بعدده وقراءاته.
(¬7) فِي تاريخ بغداد 16/ 404، والمنتظم 12/ 54: وأنه لما توفي يعقوب أغمي على إسحاق وفاتته صلوات، فأعادها.
(¬8) عن قوله: حدث عن عبد الرزاق وغيره ... إلى هنا ليس فِي (ب).

الصفحة 293