كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 15)
حديثٍ [لـ] أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، فقال للجارية: أخرجي إليَّ الجزء الثالث والعشرين من مسند أبي بكر - رضي الله عنه -، فقلت له: لا يصحُّ لأبي بكرٍ خمسون حديثًا، فمن أين ثلاثة وعشرون جزءًا؟ ! فقال: كلُّ حديثٍ لم يكن عندي من مئة وجه فأنا به يتيم (¬1).
[وفيها توفي]
أحمد بن المعتصم (¬2)
الملقب بالمستعين، كان جوادًا سمحًا يطلقُ الألوف، قال يومًا لأحمد بن يزيد المهلبيّ وكان يأنسُ به: يا أحمد، ما أظنُّ أحدًا من بني هاشم إلَّا وقد طمع فِي الخلافة لمَّا وَليتُها لبعدي عنها، فقال أحمد: يا أمير المؤمنين ما أنت ببعيد، وإنَّما تقدَّم العهد لمن رأى الله تعالى أنْ يقدِّمهُ عليك، فقال المستعين: قد قلت فِي ذلك: [من مجزوء الرمل]
جاءَ أمر الله بالأمر ... الَّذي لا أرتجيه
فعليَّ الآن أنْ أقـ ... ـــضيَ حقَّ الشربِ فيهِ (¬3)
وأمر المغنِّين فغنوه.
[وقال الخطيب: ] كان المستعينُ مربوعًا عبلًا، بوجهه أثرُ جُدَريّ (¬4)، وفي لسانه لثغةٌ؛ يميل المهملة (¬5) إلى الثاء المعجمة المنقوطة بثلاث، ومن شعره: [من المجتث]
أحببتُ ظبيًا ثمين ... كأنَّه غُثنُ تين
¬__________
(¬1) تاريخ بغداد 6/ 618 - 621، وما بين حاصرتين منه. وانظر ترجمته أيضًا فِي تهذيب الكمال 2/ 95 - 98، وسير أعلام النبلاء 12/ 149 - 151، وتاريخ الإسلام 5/ 1077 - 1078. قال الذهبي فِي السير 12/ 151: وتوفي مرابطًا بعين زَرْبة، فما حرَّروا وفاته كما ينبغي، فقيل: مات سنة سبعٍ وأربعين، وقيل: سنة أربعٍ وأربعين، وقيل: سنة تسع وأربعين، وقيل: سنة ثلاث وخمسين ومئتين. اهـ. وانظر تهذيب التهذيب 1/ 67.
وذكره ابن الجوزي فِي المنتظم 12/ 64 - 65 فِي وفيات سنة ثلاث وخسين ومئتين. ولم أقف على من ذكر أنَّه توفي سنة 252 هـ والله أعلم.
(¬2) سلف غير مرَّة أن الصواب فِي اسمه: أحمد بن محمد بن المعتصم.
(¬3) فِي الوافي بالوفيات 8/ 96: حقَّ الله فيه، ثم قال: وأعداؤه رووا أنَّه قال: حقَّ الشرب فيه.
(¬4) تاريخ بغداد 6/ 257.
(¬5) فِي (ب): يميل بالسين.