كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 15)
[قال: ] وسُئِل عن أهل الحقائق فقال: أَكْلُهم أكلُ المرضى، ونومُهم نومُ الغرقى (¬1).
وقال الجنيد: قال لي سريّ: احذر أنْ تكون ثناءً منشورًا وعيبًا مستورًا (¬2).
وقال: قلوب المؤمنين متعلقةٌ بالسوابق، يقولون: ترى ماذا سبق لنا؟ وقلوبُ الأبرار متعلِّقة بالخواتيم، يقولون: ترى بماذا يختمُ لنا؟ (¬3)
وقال: من حاسبَ نفسه استحيى الله من حسابِه.
[وحكى ابن باكويه عن سريّ أنَّه قال: ] (¬4) الشوقُ والأنسُ يرفرفان على القلب، فإن وجدا فيه الهيبةَ والتعظيم حلَّا، وإلَّا رحلا.
[وحكى عليُّ بن جَهْضَم عنه أنَّه قال: ] إذا فاتني شيءٌ من وردي، لم أقدر على أن أعيده (¬5).
قال المصنفُ رحمه الله (¬6): أشارَ إلى أنَّ الزمانَ الَّذي يعيدُه فيه أنَّه يذهبُ بمقابلته زمانٌ آخر؛ لأنَّه مجتهدٌ فِي العمل لا يفتر، وقد قيل لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: لم لا تنام؟ فقال: ليس لي وقتٌ أنام فيه، وكان ينعس وهو قاعد، ويقول: إن نمتُ بالنهار ضيَّعتُ المسلمين، وإن نمتُ بالليل ضيَّعت [حظَّ] نفسي من الله تعالى (¬7).
[وحكى ابن جهضم عنه أنَّه قال: ] (¬8) لو أنَّ رجلًا دخل بستانًا، فيه من جميع الأشجار، وعليها ما خلقه الله من الثمار والأطيار، فخاطَبه كلُّ طائرٍ بلغته وقال: السلام عليك يا وليَّ الله، وسكنت نفسُه إلى ذلك، كان أسيرًا فِي يدها مخدوعًا (¬9).
[وحكى فِي "المناقب" عن سريٍّ أنَّه قال: ] (¬10) التصوُّفُ اسمٌ لثلاثة معانٍ؛ أحدها
¬__________
(¬1) انظر حلية الأولياء 10/ 125.
(¬2) انظر حلية الأولياء 10/ 119.
(¬3) انظر حلية الأولياء 10/ 221.
(¬4) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقال.
(¬5) انظر طبقات الصوفية ص 50، وحلية الأولياء 10/ 124، وصفة الصفوة 2/ 381.
(¬6) فِي (ب): قلت.
(¬7) انظر صفة الصفوة 2/ 382.
(¬8) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقال.
(¬9) انظر حلية الأولياء 10/ 118، ومناقب الأبرار 1/ 153.
(¬10) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقال.