كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 15)
[فقال الخطيب بإسناده عن أحمد بن محمد بن الفضل قال: ] (¬1) سمعتُ محمد بن منصور الطوسيّ، وحواليه قومٌ، فقالوا له: قد شكّ الناسُ أنَّ اليومَ يومُ عَرَفة أم غيره؟ فقال: اصبروا، ثمَّ قام فدخل البيت. وخرج وقال: هو عندي يوم عرفة، فقيل له: من أين لك ذلك؟ قال: دخلتُ البيت فسألتُ ربِّي تعالى أن يريني ذلك، فكشفَ لي، فرأيتُ الناس في الموقف، فعدُّوا الأيامَ والليالي، فكان كما قال (¬2).
توفي [الطوسيُّ] يومَ الجمعة لستٍّ بقين من شوال، وله ثمان وثمانون سنة.
[سمع إسماعيل بن عُليَّة، وسفيان بن عيينة، وعفان بن مسلم، وغيرهم.] (¬3)
وروى عنه البغويُّ وغيره، وكان صدوقًا دَيِّنًا ثقةً.
المؤمَّل بن إهاب
ابن عبد العزيز بن قَفَل، أبو عبد الرحمن الكوفي.
أصله من كَرْمان، ونزل الكوفة، وقدم بغداد، وحدَّث بها [و] (¬4) بدمشق، وقدم مصر، ثمَّ خرج إلى الشام، فأقام بالرَّمْلَة، فمات بها يوم الخميس لتسع (¬5) ليالٍ خلونَ من رجب.
وكان عسرَ الخلق يَكرهُ أصحابَ الحديث، وكان وَعْرًا (¬6) ممتنعًا، فألحُّوا عليه، فامتنع عليهم، فمضوا جميعًا إلى الوالي، وأبقوا منهم نَفْسَين (¬7)، وتقدَّموا وقالوا: إنَّ لنا عبدًا إن بيناه وأدبناه (¬8)، وأَبَقَ منا، وقد أردنَا بيعَه فتعزَّزَ علينا بالمحبرة وطلب
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقال أحمد بن محمد بن الفضل.
(¬2) في تاريخ بغداد 4/ 408، والمنتظم 12/ 76 أنه لما قال لهم: هو عندي يوم عرفة. استحيوا أن يقولوا له: من أين ذاك؟ فعدُّوا الأيام والليالي، فكان كما قال، وسأله أبو بكر بن سلام بعد ذلك: من أين عرفت أنه يوم عرفة.
(¬3) ما بين حاصرتين من (ب)، وفي (خ) و (ف): سمع سفيان بن عيينة وغيره.
(¬4) ما بين حاصرتين زيادة يقتضيها السياق.
(¬5) في تاريخ بغداد 15/ 238، وتاريخ دمشق 17/ 431 (مخطوط): لسبع.
(¬6) في تاريخ بغداد 15/ 237، وتاريخ دمشق 17/ 431: زعرًا.
(¬7) في تاريخ بغداد، والمنتظم 12/ 77: وألَّفوا منهم فئتين.
(¬8) كذا في (خ) و (ف). وفي تاريخ بغداد: إن لنا عبدًا خِلاسيًّا، له علينا حق صحبة وتربية، وقد كان أدَّبنَا