كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 15)

الحديث، فقال: وكيفَ أعلمُ صحة قولكم؟ فقالوا على الباب جماعةٌ من الأعيان يشهدون بذلك، فأحضرَهم فحضروا، وشهدوا عليه بالإباق وهو ساكت، فقال: لم أبقتَ من مواليك؟ فلم ينطق، فحبسَه، وبلغَ أصحابَه، فجاؤوا إلى الوالي، فأنكروا عليه، وقالوا: مثلُ هذا الرجل يحبسُ ظلمًا؟ ! فقال: ذاك الآبق، قالوا: معاذَ الله، ذاك إمامُ المسلمين، وأخبروه بحاله، فأحضرَه وسأله أن يجعلَه في حلّ، فلم يزلْ مؤمَّل مقيمًا بالرملة لم يُسمِع أحدًا حديثًا واحدًا حتى لحق بالله تعالى (¬1).
أسندَ عن يزيد بن هارون وغيره، وروى عنه ابنُ أبي الدنيا وغيره، وكان صدوقًا ثقةً (¬2).
* * *
¬__________
= وأحسن لنا التأديب.
والخِلاسيّ: الولد بين أبوين أبيض وأسود. القاموس (خلس).
(¬1) في تاريخ بغداد 15/ 238، وتاريخ دمشق 17/ 431، والمنتظم 12/ 78: فلم يُرَ مؤمَّلٌ بعد ذلك ممتنعًا امتناعه الأول حتى لحق بالله عزَّ وجلَّ.
وأورد هذه الحكاية الذهبيُّ في سير أعلام النبلاء 12/ 247 - 248، وقال بعدها: فهذه حكاية منكرة.
(¬2) ترجمة مؤمَّل بن إهاب لم ترد في (ب).

الصفحة 338