كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 15)
أشهدُ بالله لقد سمعت أبي الحسين بن عليٍّ يقول: أشهدُ بالله لقد سمعت [أبي] علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول: "أشهد بالله، لقد سمعتُ محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أشهدُ بالله لقد سمعت جبريل يقول: أنا أشهدُ بالله لقد سمعتُ ميكائيل يقول: أشهدُ بالله لقد سمعت إسرافيل يقول: أشهدُ بالله على اللوح المحفوظ أنَّه قال: أشهدُ بالله لقد سمعتُ الله تعالى يقول: شارب الخمر كعابد وثن" (¬1).
قال أبو نعيم الفضل بن دُكَيْن (¬2): هذا حديثٌ صحيحٌ ثابتٌ، روتهُ العترةُ الطيبة (¬3) الطاهرة، ورواه جماعةٌ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عليٌّ، وابنُ عباس، وأبو هريرة، وأنس، وعبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنهم - أجمعين (¬4)، في آخرين.
وولده محمد القائم الحجَّة، لمَّا مرضَ أوصى إليه، وهو آخرُ الأئمة، وهو صاحبُ السرداب بسرَّ من رأى (¬5).
¬__________
(¬1) أورده ابن حجر في لسان الميزان 1/ 517، ثم قال: وهذا المتن بالسند المذكور إلى عليِّ بن موسى، أخرجه أبو نعيم في "الحلية" [3/ 203] بسند له فيه من لا يُعرَف حاله إلى الحسن العسكري أيضًا، لكن لم يذكر فيه إلا جبريل ... والمتن أورده ابن حبان في صحيحه [(5347)] من حديث ابن عباس، وفي سنده مقال.
وانظر ما سلف عند ترجمة موسى الرضا في وفيات سنة 203 هـ.
(¬2) كذا، ولعله أبو نعيم الأصفهاني صاحب الحلية، فقد قال في الحلية 3/ 204: هذا حديث صحيح ثابت، روته العترة الطيبة.
(¬3) في (خ) و (ف): روته جماعة والعترة ... والمثبت من (ب).
(¬4) أخرجه عن ابن عباس أحمد (2453) وفي سنده انقطاع، وانظر تتمة تخريجه ثمة.
وأخرجه عن أبي هريرة ابنُ ماجه (3375)، والبخاري في التاريخ الكبير 1/ 129. قال البخاري: ولا يصح حديث أبي هريرة في هذا.
وأخرجه عن أنس الطبراني في الأوسط (4810).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 75: وفيه جنادة بن مروان وهو متهم.
وأخرجه عن ابن أبي أوفى ابن عدي في الكامل 2/ 703 ومن طريقه ابنُ الجوزي في العلل المتناهية (1115).
وفيه الحسن بن عمارة. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال شعبة: الحسن بن عمارة كذاب يحدث بأحاديث قد وضعها. وقال يحيى: كذاب. وقال أحمد والنسائي والفلاس ومسلم بن الحجاج والدارقطني: متروك.
(¬5) قال الذهبي في السير 13/ 122: فلو فرضنا وقوع ذلك في سالف الدهر، فمن الذي رآه؟ ومن الذي نعتمد عليه في إخباره بحياته؟ ومن الذي نص لنا على عصمته، وأنه يعلم كل شيء؟ هذا هوسٌ بين، إن سلطناه على=