كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 15)

[ذكره الحافظ ابن عساكر قال: ] كان أحد أجواد العرب ومُمَدَّحيهم.
[وحكى عن أبي الحسين الرازي قال: ] (¬1) وَلِيَ إمرة دمشق والأردن في خلافة الواثق والمتوكِّل ثم عزله المتوكِّل (¬2). فقال أبو جعفر محمَّد بن يزيد الأمويّ: [من الطويل]
ليهنكَ إذ أصبحتَ مُجتمعَ الحمدِ ... وراعي المغاني (¬3) والمُحامي عن المجدِ
وأنَّك صُنْتَ المال فيما وليتَهُ ... وفرَّقْتَ ما بين الغوايةِ والرُّشْدِ
فلا تحسب الأعداءُ عزلكَ مغنمًا ... فإنَّ إلى الإصدار عاقبةَ الردِّ (¬4)
وما كنتَ إلَّا السيفَ جُرِّدَ في الوغى ... فأُحمِدَ فيه، ثمَّ رُدَّ إلى الغِمْدِ
ومدحه بكرُ بن النطَّاح فقال: [من الطويل]
أقولُ لمُرتادِ النَّدى عند مالك ... كفى كلَّ هذا الخلق بعضُ عُدَاتِهِ
ولو طاوعت (¬5) أموالُه جودَ كفه ... لقاسمَ من يرجوه شطرَ حياتِهِ
ولو لم يجدْ في العمرِ قَسْمًا لسائل ... وجازَ له الإعطاءُ من حسناتِهِ
لجادَ بها من غير كُفْرٍ بربِّهِ ... وأَشركَنَا في صَومِه وصلاتِهِ
ولما كان (¬6) أمره على دمشق، كان ينادي مناديه كلَّ ليلةٍ في رمضان بعد المغرب على باب الخضراء: الإفطارَ رحمكم الله، والأبوابُ مفتَّحة، لا يُمنعُ أحد.
[قال: ] ومرض [فدخل عليه العُوَّاد]، فأنشده شاعر: [من الوافر]
وليس من الرزيَّةِ فقدُ مالٍ ... ولا شاةٌ تموتُ ولا بعيرُ
ولكن الرزيَّةَ فَقْدُ شخصٍ ... يموتُ لموته خلقٌ كثيرُ
[وقال الرازي: ] قدم عليه أبو تمام دمشق، فأقام مدَّةً [فـ] لم يصل إليه، فقال للحاجب: استأذن [لي] عليه، فقال: لا سبيل لي ولكن اكتب ورقةً، وهو اليومَ خارجٌ إلى بستانه،
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬2) تاريخ دمشق 66/ 115 - 116 (طبعة مجمع اللغة).
(¬3) في تاريخ دمشق 66/ 116: المعالي.
(¬4) في تاريخ دمشق 66/ 117: الورْدِ.
(¬5) في تاريخ دمشق 66/ 116: ولو خذلت.
(¬6) من قوله: ثم عزله المتوكل. . . . إلى هنا. ليس في (ب).

الصفحة 423