كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 15)

ولي القضاءَ بسُرَّ من رأى في أيَّام المتوكِّل وبعده، وكان عالمًا، فاضلًا، جوادًا، ذا مروءة.
وقال [أحمد بن] (¬1) إبراهيم بن محمَّد بن عرفة: وليَ جعفرُ بن عبد الواحد الهاشمي قاضي القضاة سنة أربعين ومئتين، واستخلفَ على القضاء بسُرَّ من رأى الحسنَ بن محمد بن أبي الشوارب، وكان أفتى فقيهٍ وقاض، [وكان] من السخاء والكرم وإظهارِ المروءة على حالةٍ لم يُرَ (¬2) عليها حاكمٌ قطّ، ولم يزل في هذا البيت إمارةٌ ورياسة، منهم عتَّاب بن أسيد.
[وورد على محمَّد] (¬3) بن عبد الملك بن أبي الشوارب كتابُ ابنه الحسن بولايته القضاء، فكتب إليه: وردَ كتابُك بتوليتكَ القضاء، وحاشا لوجهك الحسنِ يا حسنُ من النَّار.
وكان المعتزُّ يقول: ما رأيتُ أفضلَ من الحسن بن محمَّد بن أبي الشوارب، ولا أكثرَ وفاءً منه، ما حدَّثني قطُّ فكذَبَني، ولا ائتمنته على سرٍّ فخانني فيه.
واختلفوا في وفاته فقال ابن المنادي: توفي ببغداد في ذي الحجَّة، وصلَّى عليه يوسُف بن يعقوب القاضي.
وقال الطبريُّ: توفِّي بمكَّة (¬4).
[وفيها توفي]

أبو يزيد البِسْطَامي
واسمه طَيْفُور بن عيسى بن شروسان (¬5)، وكان شروسان مجوسيًّا فأسلم، وكان لعيسى ثلاثةُ أولاد، آدم وهو أكبرهم، وطيفور وهو أوسطهم، وعليّ وهو أصغرهم،
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد 8/ 426.
(¬2) في (خ) و (ف): لم يرد. والتصويب من تاريخ بغداد 8/ 426.
(¬3) ما بين حاصرتين زيادة يقتضيها السياق. انظر تاريخ بغداد 8/ 426 - 427.
(¬4) تاريخ بغداد 8/ 427، وتاريخ الطبري 9/ 515. وترجمة ابن أبي الشوارب لم ترد في (ب).
(¬5) كذا في (خ) وسير أعلام النبلاء 13/ 86، والوافي بالوفيات 16/ 514، والنجوم الزاهرة 3/ 35. وفي طبقات الصوفية ص 67، والأنساب 2/ 213، ومناقب الأبرار 1/ 187، وصفة الصفوة 4/ 107، والمنتظم 12/ 166: سروشان. وفي (ف): شروشان. وفي (ب): شرشوان.

الصفحة 429