كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 15)

والشراب والنكاح، وكذا في الآخرة، فجعلتُ لذَّتي في الدنيا ذِكرَه، وفي الآخرة النظرَ إليه.
[وقال جعفر الخُلْدِي: ] قال له رجل: لمن أصحب؟ فقال: لمن إذا مرضتَ عادك، وإذا أذنبت سامحك (¬1).
[وحكى في "المناقب" أنَّ رجلًا قال له: ] (¬2) بماذا أستعين على العبادة؟ فقال: بالله إن كنت تعرفه (¬3).
وقال: لا خطرَ للجنَّة عند أهل المحبَّةِ، وأهلُ الجنَّة محجوبون لمحبتهم (¬4).
وقال: من سمعَ الكلام ليتكلَّم به مع الناس (¬5)، رزقَه اللهُ فهمًا يكلِّمُ به الناس، ومن سمعَه ليعاملَ به الله، رزقَه الله فهمًا يناجي به ربَّه.
وقال: اللهمَّ أفهمني عنك، فإنِّي لا أفهمُ عنك إلَّا بك (¬6).
وقال: القلانس تنزل من السماء، وإنِّي أعرفُ أقوامًا يقولون برؤوسهم كذا وكذا.
وقال: كنت اثنتي عشرة سنة حَدَّادَ نفسي، وخمسَ سنين مرآة قلبي، وسنةً أنظرُ فيما بينهما، فنظرت فإذا في وسطي زُنارٌ ظاهر، فعملتُ في قطعه اثنتي عشرة سنة، ثمَّ نظرتُ فإذا في باطني زُنَّارٌ آخر، فعملت في قطعه خمس سنين، فكُشف لي عن الحقائق، فرأيتُ الخلق موتى، فكبَّرت عليهم أربعَ تكبيرات (¬7).
وقيل له: بأيِّ شيءٍ وجدتَ هذه المعرفة، فقال: ببطنٍ جائع، وبدنٍ عار (¬8).
¬__________
(¬1) انظر صفة الصفوة 4/ 112.
(¬2) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقال له رجل.
(¬3) طبقات الصوفية ص 70.
(¬4) كذا في (خ) و (ف)، وقوله الأخير لم يرد في (ب). وفي طبقات الصوفية ص 70، وحلية الأولياء 10/ 36، ومناقب الأبرار 1/ 188: بمحبتهم.
(¬5) في (خ) و (ف). ليكلم به الناس. والمثبت من (ب) وطبقات الصوفية ص 71، ومناقب الأبرار 1/ 188.
(¬6) طبقات الصوفية ص 72، ومناقب الأبرار 1/ 188.
(¬7) مناقب الأبرار 1/ 188، والرسالة القشيرية ص 176 - 177.
(¬8) طبقات الصوفية ص 74، ومناقب الأبرار 1/ 189، والرسالة القشيرية ص 72.

الصفحة 436