كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 15)

ومن شعره يفتخر لمَّا وزرَ أبوه للمأمون، وولَّاه أمورَ بني هاشم: [من الخفيف]
إنَّ بيتي من الأكاسرة الغُر ... ر مكانًا تحلُّه العَيُّوقُ (¬1)
ولنا من ولاء أحمد خير الـ ... ـناس ما نحوه النفوس تتوقُ
تتلظَّى الأعداءُ شحًّا عليه ... ما لهمْ من جُمَالةٍ ثُفْروقُ (¬2)
والإمامُ المأمونُ آكد منه ... سببًا قادَه له التوفيقُ
ومن شعره في جارية كان يهواها: [من الخفيف]
ضاق صدري لما بعُدْتَ ولو كنـ ... تَ قريبًا إذًا لما ضاقَ صدرِي
يا خليًّا ممَّا ألاقيهِ فيه ... ليس بالحُبِّ والصبابةِ تدرِي (¬3)
ومن شعره: [من البسيط]
لا تجحد الذنب ثمَّ اطلبْ تجاوزَنا ... عنه فإنَّ جحودَ الذنب ذَنْبانِ
وامحُ الإساءةَ بالإحسان معترِفًا (¬4) ... إنَّ الإساءةَ قدُ تمحَى بإحسانِ
توفِّي ببغداد، وكان مختفيًا لما قُتِل المهتدي، فلم يصدِّقوا موته، وكان قد دفنَ في داره، فنبشُوه ونظروا إليه، ثمَّ ردُّوه في قبره (¬5).

عبد الرَّحمن بن المتطبِّب (¬6)
كان يَطُبُّ الإمام أحمد وبشرًا الحافي، قال: فكنت إذا دخلتُ على بشر أقول له: كيف تجدكَ يا أبا نصر؟ فيحمدُ الله، ثمَّ يخبرني، يقول: أحمدُ الله إليك، أجدُ كذا وكذا، فأدخلُ على الإمام أحمد فأقول: كيف تجدكَ يا أبا عبد الله؟ فيقول: بخير،
¬__________
(¬1) العَيُّوق: نجم أحمر مضيء في طرف المجرة الأيمن، يتلو الثريا لا يتقدمها. القاموس (عوق).
(¬2) الجمالة: الطائفة من الجمال. والثفروق: قمع التمرة أو ما يلتزق به قمعها. ويقال: ما له من ثفروق، أي: ما له شيء. انظر القاموس (جمل)، (ثفرق).
(¬3) بعده في مختصر تاريخ دمشق 13/ 339 - وترجمته فيه -:
بأبي وجهكَ الذي لم يزل لي ... قائمًا عند من يلومُ بعُذري
(¬4) في مختصر تاريخ دمشق 13/ 339: مقتبلًا.
(¬5) وانظر ترجمته أيضًا في سير أعلام النبلاء 12/ 339 - 340، والوافي بالوفيات 17/ 494 - 495.
(¬6) كذا في (خ) و (ف)، وفي تاريخ بغداد 11/ 567: عند الرحمن الطبيب، وفي المنتظم 12/ 167: عبد الرحمن المتطبب.

الصفحة 445