كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 15)
7381 - حدثنا عباس بن محمد (¬1) الدوري -مرة من حفظه- قال: حدثنا أبو عاصم النبيل، قال: حدثنا حنظلة [هو] (¬2) ابن أبي سفيان، قال: حدثنا سعيد بن ميناء، قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: "لمَّا أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفر الخندق، رأيت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمصا (¬3) شديدًا، فانكفأت إلى أهلي، فقلت: إني رأيت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمصًا شديدًا، فأخرجتْ إلي امرأتي مدًّا من شعير فطحنته، ولنا بهيمة داجن (¬4) فذبحتها، وقطعتها في
-[24]- برمتها (¬5)، ففرغت إلى فراغي، فقلت (¬6): حتى آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأدعوه،
فقالت: لا تفضحني برسول الله ومن معه، فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فصاح النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا أهل الخندق! إنَّ جابرًا قد عمل سُورًا (¬7)، فهلم هلا بكم. فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- في أصحابه، فقال: يا جابر، لا تخبزنَّ عجينكم، ولا تطبخن قدركم حتى أجيء، فجئت إلى امرأتي فأخبرتها، فقالت: بك وبك، وجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخرجنا له عجينا، فبصق فيه وبارك، وأخرجنا له قِدْرنا فبصق فيها وبارك، ثم قال لامرأتي: هلمِّي خابزة تخبز معك، قال (¬8): ثم قال: يا جابر أدخل علي عشرة عشرة، فجعلنا نقدح لهم من قدرنا فيأكلون، ثم يدخل عشرة حتى أكلوا جميعا وهم أربعمئة (¬9)، فأقسم بالله لقد أكلوا حتى شبعوا
-[25]- وإنَّ قِدْرنا لتغَطُّ كما هي، وإنَّ عجينتنا لتخبز كماهي" (¬10) (¬11).
قال أبو عوانة: قال لي العباس (¬12): جاءني أبو الدرداء المروزي (¬13) فقال: أحبّ أن تمليه عليّ، فأمليته عليه، قال: وقال لي يحيى بن معين: تكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالفارسية في هذا الحديث فقال: "قوموا فإنّ جابرا صنع سورًا" [-رضي الله عنه-] (¬14).
¬_________
(¬1) محمد ساقط من (م).
(¬2) زيادة من (م).
(¬3) الخمص: الجوع والمجاعة، انظر النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: 2/ 80.
(¬4) هي التي تعلفها الناس في منازلهم. انظر النهاية في غريب الحديث: 2/ 102.
(¬5) البرمة: القدر مطلقا، وجمعها برام، وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن، أفاده ابن الأثير في النهاية: 1/ 121.
(¬6) (م 4/ 103 /أ).
(¬7) بضم المهملة وسكون الواو بغير همز أي طعاما يدعو إليه الناس، واللفظ فارسية كما سيأتي في آخر الحديث عن ابن معين، وانظر فتح الباري: 8/ 156، ومجمع بحار الأنوار للفتني: 3/ 144.
(¬8) ساقطة من (م).
(¬9) قوله: "وهم أربعمئة"، كذا وقع في رواية المصنف، وفي صحيح البخاري: 3/ 116، حديث رقم: 4102، وصحيح مسلم: 3/ 1610، حديث رقم: 141 كلاهما من طريق أبي عاصم النبيل، الضحاك بن مخلد، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سعيد بن ميناء، عن جابر -رضي الله عنه- وفيه: "أنهم كانوا ألفا". =
-[25]- = وفي رواية أبي نعيم في المستخرج: "فأخبرني أنهم كانوا تسعمئة أو ثمانمئة".
وفي رواية عبد الواحد بن أيمن عند الإسماعيلي: "كانوا ثمانمئة أو ثلاثمئة".
وفي رواية أبي الزبير: "كانوا ثلاثمئة".
نقل أكثر هذه الروايات الحافظ ابن حجر -رحمه الله-، ثم جمع بينها بأن الحكم للزائد لمزيد علمه، لأن القصة متحدة. انظر الفتح: 8/ 156، عند شرح حديث رقم "4102".
(¬10) في (م): "وإنّ عجيننا ليخبز كما هو".
(¬11) الحديث تقدم تخريجه. انظر الحديث رقم 7376.
(¬12) في (م): "أبو العباس"، وهو خطأ فيما يظهر.
(¬13) هو: عبد العزيز بن منيب بن سلام القرشي، المروزي، توفي: 267 هـ، وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي والدارقطني: ليس به بأس.
انظر الجرح والتعديل: 5 /ت: 1839، الثقات لابن حبان: 8/ 397، تاريخ بغداد: 10/ 451.
(¬14) زيادة من (م).