كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 15)
بيان عدد غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم-.
7395 - حدثنا إسحاق بن سيار، وابن الجنيد (¬1)، وعباس الدوري، وأبو أمية، قالوا: حدثنا أبو عاصم (¬2)، عن يزيد بن أبي عبيد (¬3)، عن سلمة بن الأكوع، قال: "غزوت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات، ومع زيد بن حارثة تسع غزوات، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يؤمِّره علينا" (¬4).
¬_________
(¬1) هو: محمد بن أحمد بن الجنيد، أبو جعفر الدقاق البغدادي.
(¬2) هو: الضحاك بن مخلد الشيباني.
(¬3) يزيد بن أبي عبيد، هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬4) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب عدد غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم-: " 3/ 1448، حديث 148"، ولفظه عند مسلم: "غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات، وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات، مرة علينا أبو بكر، ومرة علينا أسامة بن زيد"، وبين الروايتين تغاير كما ترى، فإن في رواية المصنف أن الأمير الذي كان عليهم في التسع غزوات هو زيد بن حارثة، بينما هو عند مسلم في روايته اثنان: أحدهما أبو بكر الصديق، والآخر: أسامة بن زيد، ورواية المصنف أخرجها من طريق أبي عاصم النبيل عن يزيد بن أبي عبيد، بينما أخرجه مسلم من طريق حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد، ورواية حاتم بن إسماعيل أرجح في نظري، فقد تابعه على لفظه حفص بن غياث عن يزيد بن أبي عبيد به عند البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة " 8/ 308 فتح، حديث 4271"، بينما لم يتابع أبا عاصم على روايته أحد، ولا شك أن رواية الاثنين مقدمة على رواية الواحد. ويؤيد ذلك أن البخاري =
-[40]- = رحمه الله- حينما أخرج هذا الحديث من طريق أبي عاصم النبيل عن يزيد بن أبي عبيد، في كتاب المغازي، الباب السابق: " 8/ 208 فتح، حديث 4272" أبهم اسم زيد بن حارثة، فقال في روايته "ابن حارثة".
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 8/ 309: "كذا أبهمه البخاري عن شيخه أبي عاصم ... ، ولعل البخاري أبهمه عمدا لمخالفة بقية روايات الباب في تعيين أسامة" اهـ. وكذا قال العيني في العمدة: 17/ 273.
وسيشير المصنف إلى هذا الاختلاف في آخر الحديث القادم برقم 7396. والله أعلم.
فوائد الاستخراج:
1) تعيين المصنف لسلمة بأنه ابن الأكوع -رضي الله عنه-، بينما وقع في رواية مسلم باسمه المجرد فقط.