كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 15)
8061 - حدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أَعْيَن (¬1)، وأبو جعفر النفيلي (¬2)، قالا: حدثنا زهير (¬3)، قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر، قال: "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمّر علينا أبا عبيدة بن الجراح يتلقى عِيرا لقريش، وزوَّدنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، قال: قلت: كيف (¬4) كنتم تصنعون بها؟ قال: كنا نمصُّها (¬5) كما يمص (¬6) الصبي، ثم نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، قال (¬7): وكنا نضرب بعصينا الخبط، ثم نَبُلُّه بالماء، فنأكله (¬8) قال: وانطلقنا على ساحل البحر، فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكَثِيب الضَّخْم، فأتيناه، فإذا نحن بدابة تدعى العَنْبَر (¬9)، قال أبو عبيدة: ميتة، ثم قال: لا، بل نحن رسل
-[558]- رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي سبيل الله، وقد اضطررتم فكلوا، قال: فأقمنا عليها شهرا -ونحن ثلاثمئة- حتى سَمِنَّا. قال: ولقد رأيتنا نغترف من وَقْب (¬10) عينه بالقلال الدُّهن، ونقتطع منه الفِدْر (¬11) كالثور -أو: كقدر (¬12) الثور- ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا، فأقعدهم في وقب عينيه، وأخذ ضلعا من أضلاعه فأقامها، ثم رحَّل (¬13) أعظم بعير منا (¬14)، فمر
-[559]- تحتها، قال: وتزودنا من لحمه وشَائِق (¬15)، فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له، فقال (¬16): هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟ قال: فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، فأكله" (¬17).
¬_________
(¬1) الحراني أبو علي.
(¬2) عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني.
(¬3) زهير، وهو ابن معاوية بن حُديج الجعفي، موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬4) في " هـ": (فكيف).
(¬5) ضبطها النووي: بفتح الميم وضمها، وقال: والفتح أفصح وأشهر. انظر شرحه على صحيح مسلم: 13/ 86.
(¬6) (م/ 3/ ب).
(¬7) (قال)، ساقط من (م).
(¬8) في (هـ): فيأكله بالياء المثناة التحتية، وهو خطأ.
(¬9) (هـ 8/ 36 ب).
(¬10) بفتح الواو وسكون القاف وموحدة، أي داخل عينه ونقرتها، وأصل الوقب: الدخول.
انظر غريب الحديث لأبي عبيد الهروي: 2/ 194، الديباج للسيوطي: 5/ 12.
(¬11) ضبطها ابن حجر: بكسر الفاء وفتح الدال، جمع فدرة؛ بفتح ثم سكون وهي القطعة من اللحم وغيره.
انظر الفائق في غريب الحديث: 3/ 95، فتح الباري: 8/ 411.
(¬12) قال النووي -رحمه الله-: "رويناه بوجهين مشهورين في نسخ بلادنا، أحدهما: بقاف مفتوحة ثم دال ساكنة، أي مِثْل الثور، والثاني: "كفِدر" بفاء مكسورة ثم دال مفتوحة؛ جمع فَدْرة، والأول أصح. وادعى القاضي -يعني عياض - أنه تصحيف، وأن الثاني هو الصواب، وليس كما قال". اهـ
انظر مشارق الأنوار للقاضي عياض: 2/ 148، وشرح صحيح مسلم للنووي: 13/ 88.
(¬13) بفتح الحاء، أي جعل عليه رَحْلا، قال الأبي: عدّي "رَحَل" بنفسه، وهو صحيح.
انظر إكمال إكمال المعلم للأبي: 2/ 17، ومكمل إكمال الإكمال للسنوسي: 7/ 21.
(¬14) في (هـ) و (م): (معنا).
(¬15) بالشين المعجمة والقاف، جمع وشيقة، قال أبو عبيد: الوشِقة أن تقطع الشاة أعضاء، ثم تُغلى إغلاءة ولا يبلغ بها النُّضج كله، ثم ترفع في الأوعية في الأسفار وغيرها".
انتهى باختصار يسير.
انظر غريب الحديث لأبي عبيد الهروي: 4/ 403، شرح صحيح مسلم للنووي: 13/ 88 - 89.
(¬16) في (م): (قال).
(¬17) الحديث تقدم تخريجه. انظر الحديث "8058"، وهو عند مسلم من طريق زهير برقم 17.