كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 15)

8066 - حدثنا يوسف بن سعيد المصيصي، قال: حدثنا حَجَّاج بن محمد (¬1)، عن ابن جُرَيج (¬2)، قال: أخبرني عمرو بن دينار (¬3)، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: "غزونا جيش الخَبط، وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح، فجعنا جوعا شديدا، قال: فألقى البحر حوتا لم نر مثله؛ الذي يقال له العنبر، فأكلنا منه نصف شهر، فأخذ أبو عبيدة عظما من عظامها، فكان الراكب يمر تحته".
قال (¬4) ابن جُرَيج (¬5): وأخبرني أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، أنه سمعه منه، نحو حديث عمرو هذا (¬6)، وزاد فيه: قال: "وزودنا النبي صلى الله عليه وسلم جرابا من تمر، فكان (¬7) يقبض لنا قبضة قبضة، ثم تمرة تمرة، فنمصها ونشرب عليها حتى الليل، ثم نفد ما في الجراب، وكنا نجتني الخبط بعصينا، فجنا جوعا شديدا، وألقى لنا البحر (¬8) حوتا ميتا، قال أبو عبيدة: غزاةٌ وجياعٌ؛ كلوا،
-[563]- فأكلنا، فكان أبو عبيدة ينصب ضلعا من أضلاعه، فيمر الراكب على بعيره تحته، ويجلس الخمسة في موضع عينه أو مُؤق عينه (¬9)، فأكلنا منه وادّهنّا، ثم صحت أجسامنا، وحسنت سحناتنُا (¬10)، فلما قدمنا المدينة، قال جابر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: كلوا رزقا أخرجه الله لكم، وإن كان معكم منه شيء، فأطعمونا، قال: فكان معنا شيء، فأرسل به (¬11) بعض القوم، فأكل منه" (¬12).
¬_________
(¬1) أبو محمد المصيصي الأعور.
(¬2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي.
(¬3) عمرو بن دينار؛ موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬4) (هـ 8/ 38/ أ).
(¬5) هذا موصول بالإسناد السابق المذكور.
(¬6) في (م): (أنه سمع منه حديث عمرو هذا).
(¬7) في " هـ": (وكان).
(¬8) (م/ 4/ ب).
(¬9) مُؤق العين: مُؤخرها، وهو بضم الميم والهمز.
انظر مجمع بحار الأنوار: 4/ 545.
(¬10) زاد في (م): (قال أبو عوانة: يعني ألواننا) اهـ.
والسُّحنة: بفتح السين وقد تُكسر، وهي بَشَرة الوجه وهيأته وحاله.
انظر النهاية في غريب الحديث: 2/ 348.
(¬11) (هـ 8/ 38/ ب).
(¬12) الحديث تقدم تخريجه. انظر الحديث "8058"، ورواية أبي الزبير الواقعة في آخر الحديث أخرجها البخاري في صحيحه بلفظ أخصر، في الكتاب والباب السابقين، حديث "4362".

الصفحة 562