كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 15)
7406 - ز حدثنا سليمان بن سيف الحرّاني قال: حدثنا سعيد بن بَزيع، عن محمد بن إسحاق، قال: (¬1) "وكان جميع
-[61]- ما غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ستا وعشرين (¬2) غزوة، أول (¬3) غزوة غزاها بنفسه ودّان، وهي غزوة الأبواء (¬4)، ثم غزوة بواط (¬5) إلى ناحية رَضْوى (¬6)، ثم غزوة العُشيرة من بطن ينبع".
ثم غزوة بدر الأولى يطلب كُرْز بن جابر، ثم غزوة بدر التي قتل فيها صناديد قريش، ثم غزوة بني سليم حتى بلغ الكُدر (¬7) ماء لبني
-[62]- سليم، ثم غزوة (¬8) يطلب أبا سفيان بن حرب حتى بلغ قَرقَر (¬9) الكدر، ثم غزوة غَطَفان إلى نجد، وهي غزوة ذي أمَرّ، ثم غزوة بُحْران (¬10) معدِن بالحجاز فوق الفُرُع (¬11)، ثم غزوة أحد، ثم غزوة حمراء الأسد، ثم غزوة بني النضير أجلاهم إلى خيبر، ثم غزوة ذات الرقاع من بُحْران (¬12)، ثم غزوة بدر الآخرة لميعاد أبي سفيان وهي غزوة السويق (¬13)، ثم غزوة
-[63]- دومة (¬14) الجندل، ثم غزوة الخندق، ثم غزوة بني قريظة، ثم غزوة بني لِحيان من هذيل، ثم غزوة ذي قَرَد (¬15) يطلب عيينة بن حصن، ثم غزوة بني المصطلق من خزاعة، ثم غزوة الحديبية لا يريد قتالا قصده المشركون، ثم غزوة خيبر، ثم اعتمر عمرة القضاء، ثم غزوة الفتح: فتح مكة، ثم غزوة حنين، ثم غزوة الطائف، ثم غزوة تبوك (¬16). قاتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ذلك في تسع غزوات: غزوته بدرا، وغزوته أحدا، وغزوته الخندق، وغزوته بني قريظة، وغزوته بني المصطلق، وغزوته خيبر وغزوته الفتح: فتح مكة، وغزوته حُنينا، وغزوته الطائف.
وكانت سرايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعوثه فيما بين قدم المدينة، وبين أن قبضه الله -عز وجل- خمسا وثلاثين (¬17) بين بعْث وسرية: غزوة
-[64]- عبيدة بن الحارث بن المطلب إلى أخْنَا أسفل من ثنية (¬18) المرة، وهو ماء بالحجاز، ثم غزوة حمزة بن عبد المطلب إلى ساحل البحر من ناحية العِيص (¬19)، وبعض الناس يقدم غزوة حمزة بن عبد المطلب على غزوة عبيدة، ثم غزوة سعد بن أبي وقاص الخرّار (¬20) من أرض الحجاز، ثم غزوة عبد الله بن جحش إلى نخلة (¬21)، ثم غزوة زيد بن حارثة إلى القَرَدَة أو القرد، الشك من أبي عوانة (¬22)، ثم غزوة مرثد بن أبي مرثد الرجيع (¬23)، ثم غزوة المنذر بن عمرو بئر معونة (¬24)، ثم غزوة أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القَصَّة (¬25)، من طريق
-[65]- العراق، ثم غزوة عمر بن الخطاب تربة من أرض بني عامر، ثم غزوة علي بن أبي طالب اليمن، ثم غزوة غالب بن عبد الله الكلبي؛ كلب ليث، فأصاب بني المُلَوّح، وغزوة علي بن أبي طالب إلى بني عبد الله بن سعد من أهل فدك (¬26)، وغزوة ابن أبي العوجاء السلمي أرض بني سليم، أصيب بها هو وأصحابه جميعا، وغزوة عكاشة بن محصن الغَمْرة (¬27)، وغزوة أبي سلمة بن عبد الأسد قَطَن، ماء من مياه بني أسد من ناحية نجد، قتل فيها مسعود بن عروة، وغزوة محمد بن مسلمة أخي بني حارثة إلى القُرَطَا (¬28) من هوازن، وغزوة بشير بن سعد بن مرة بفدك، وغزوة بشير بن سعد أيضا إلى نمر وحنان: بلدين من أرض خيبر، وغزوة زيد بن حارثة الجَمُوم من أرض بني سليم (¬29)، وغزوة زيد بن حارثة أيضا جذام من أرض حِسْمى (¬30)، وغزوة زيد بن حارثة أيضا الطرف (¬31) من ناحية نَخْل من طريق العراق،
-[66]- وغزوة زيد بن حارثة وادي القرى (¬32)، لقي به بني فزارة، وأصيب بها أناس من أصحابه وارتُثَّ (¬33) زيد من بين القتلى، وفيها أصيب ورد بن عمرو بن مَدَّاس، فلما قدم زيد بن حارثة نذر أن لا يمس رأسه غُسل من جنابة حتى يغزو فزارة، فلما استبلّ (¬34) من جراحه، بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جيش إلى بني فزارة، فلقيهم بوادي القرى، فأصاب منهم، وقتل قيس بن المِشْجَر اليعمري، ومسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر، وأسر أم قِرْفة فاطمة بنت ربيعة بن زيد، كانت عند مالك بن حذيفة بن بدر، وغزوة عبد الله بن رواحة مرتين: إحداهما التي أصاب فيها البشير (¬35) بن رزام اليهودي، وغزوة عبد الله بن عتيك إلى خيبر فأصاب فيها أبا رافع سَلام بن أبي الحقيق، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث محمد بن مسلمة أصحابه فيما بين بدر وأحد إلى
-[67]- كعب بن الأشرف فقتلوه، وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن أنيس إلى خالد بن سفيان بن نُبيح الهذلي وهو بنخلة أو بعُرنة (¬36)، يجمع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس ليغزوه، فقتله، وغزوة ابن (¬37) حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة: مؤتة (¬38) من أرض الشام فأصيبوا بها، وغزوة كعب بن عمير الغفاري ذات أطلاح (¬39) من أرض الشام، أصيب بها هو وأصحابه جميعا، وغزوة عيينة بن حصن بن حذيفة بالعنبر من بني تميم، وغزوة غالب بن عبد الله الكلبي كلب ليث أرض بني مرة وغزوة عمرو بن العاص بن وائل ذات السلاسل (¬40) من أرض بَلّى (¬41) وعذرة، وغزوة ابن أبي حَدْرَد وأصحابه إلى بطن إضم (¬42) وكان قبل الفتح، وغزوة ابن أبي حدرد الأسلمي إلى الغابة (¬43)،
-[68]- وسرية عبد الرحمن بن عوف ثم سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى سَيف (¬44) البحر، وزودهم جرابا من تمر" (¬45).
قال: فحدثنا سعيد (¬46)، قال: قال ابن إسحاق: "وقد كان تكلم في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسيلمة بن حبيب باليمامة في بني حنيفة، والأسود بن كعب العنسي بصنعاء".
¬_________
(¬1) سيورد المصنف نصا مطولا من كلام ابن إسحاق حول مجمل مغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسراياه، وإسناده إليه حسن كما سبق في ترجمة رجاله، وقد روى كذلك هذه القطعة من كلام ابن إسحاق الإمام أبو محمد عبد الملك بن هشام في سيرته الشهيرة: 2/ 608 قال: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق المطلبي به، بنحو رواية أبي عوانة مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ، أنبه إن شاء الله تعالى على ما يحتاج منها، وهو كذلك إسناد حسن إلى ابن إسحاق من كلامه -رحمه الله-.
(¬2) في رواية ابن هشام: 2/ 608: سبع وعشرين غزوة، وهو المطابق لما سيذكر من الغزوات بالتفصيل، إلا إذا لم تعد عمرة القضاء من الغزوات، والله أعلم.
وانظر الروض الأنف للسهيلي: 7/ 512.
(¬3) من قوله: أول غزوة غزاها بنفسه إلى قوله: ثم غزا العشيرة من بطن ينبع.
أخرجه البخاري في صحيحه معلقا مختصرا عن ابن إسحاق، كتاب المغازي، باب غزوة العشيرة أو العسير: 8/ 3 فتح.
(¬4) قرية من عمل الفُرع، بينها وبين الجُحفة من جهة المدينة ثلاثة وعشرون ميلا، قيل: سميت بذلك لما كان فيها من الوباء، وهي على القلب، وإلا لقيل: الأوباء.
انظر فتح الباري لابن حجر: 3/ 8، معجم معالم الحجاز للبلادي: 1/ 37.
(¬5) بفتح الموحدة وقد تضم وتخفيف الواو، وآخره مهملة: جبل من جبال جهينة بقرب ينبع. انظر فتح الباري: 8/ 4، معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص 50.
(¬6) بفتح الراء، وسكون الضاد المعجمة، وبالقصر، وهو جبل مشهور عظيم بينبع، يضرب إلى الحمرة، يقع على الضفة اليمنى لوادي ينبع، ثم يشرف على الساحل، ليس بينه وبين البحر شيء من الأعلام، وإذا كنت في مدينة ينبع البحر، رأيته رأي العين شمالا شرقيا.
انظر معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص 141.
(¬7) بضم الكاف، وسكون الدال، إذا سرت من المدينة، فكنت بين الصُّويدرة والحناكية =
-[62]- = تؤم القصيم، فهي على يمينك في ذلك الفضاء الواسع ... غير أن الاسم بذاته غير معروف اليوم، أفاده البلادي في معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص 262.
(¬8) وقد سمى ابن جرير هذه الغزوة بالسويق.
انظر تاريخ الرسل والملوك له: 3/ 153.
(¬9) هي الكُدْر السابقة قبل قليل.
(¬10) بضم الباء الموحدة على المشهور، وبعضهم ضبطها بالفتح. انظر معجم البلدان: 1/ 406.
(¬11) قرية من نواحي المدينة، بينها وبين المدينة ثمانية برد على طريق مكة.
انظر معجم البلدان: 4/ 287.
(¬12) كذا وقع في الأصل وذكر "بحران" غريب، لأن المعروف من غزوة ذات الرقاع في جميع مصادر السيرة أنها كانت قِبَل نجد في منطقة يقال لها نخل وهي من منازل بني ثعلبة بنجد، فلعله تصحفت كلمة "نخل" إلى "بحران" ويؤكد هذا رواية ابن هشام في سيرته: 2/ 608 عن ابن إسحاق، وكذا رواية ابن جرير في تاريخه: 3/ 153، وفيها "ثم غزوة ذات الرقاع من نخل" والله أعلم.
(¬13) وتسمى هذه الغزوة كذلك بغزوة بدر الثالثة، وبدر الموعد.
انظر سيرة ابن هشام: 2/ 209 - 210، الفصول لابن كثير ص 162 - 163.
(¬14) من أعمال المدينة حصن على سبعة مراحل من دمشق، بينها وبين المدينة، قرب جبل طئ كما قيل.
انظر مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع: 2/ 542.
(¬15) ماء على ليلتين من المدينة، بينها وبين خيبر. وانظر مراصد الاطلاع: 3/ 554.
(¬16) وهي آخر غزوة غزاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم -كما في سيرة ابن هشام: 2/ 554.
(¬17) في رواية ابن هشام عن ابن إسحاق: 2/ 609، 7/ 468 مع الروض الأنف: ثمان وثلاثون، والتفصيل الذي سيأتي في الرواية وسواء عند أبي عوانة في روايته أو عند ابن هشام، مطابق لما عند أبي عوانة أعني خمسا وثلاثين بين بعث وسرية، والغريب أن السهلي في الروض الأنف: 7/ 512 مع أنه وقف على نص ابن هشام ومع ذلك قال: "إن عدد البعوث والسرايا ست وثلاثون كما في الكتاب" يعني به كتاب ابن هشام!!.
(¬18) انظر معجم البلدان: 2/ 99 - 100.
(¬19) بعين مهملة مكسورة ثم سكون وآخره صاد مهملة، وقد وقع في الأصل بالغين المعجمة وهو خطأ، موضع في بلاد بني سليم فوق السوارقية.
انظر معجم البلدان: 4/ 195.
(¬20) ذكر ياقوت في معجمه: 2/ 400 - 401، أقوالا في تحديدها ولم يجزم بشيء منها فقال: "يقال: هو قرب الجحفة، وقيل: واد من أودية المدينة، وقيل: ماء بالمدينة، وقيل: موضع بخيبر" اهـ.
(¬21) موضع بين مكة والطائف. انظر السيرة لابن هشام: 1/ 601.
(¬22) في رواية ابن هشام: 2/ 609 عن ابن إسحاق "القردة" بدون شك.
(¬23) ماء لهذيل، قرب الهدة بين مكة والطائف.
انظر مراصد الاطلاع: 2/ 606، وتاج العروس: 21/ 73 - 74.
(¬24) موضع بين أرض بني عامر وحرة بني سليم. أفاده في مراصد الاطلاع: 3/ 1292.
(¬25) موضع بين زبالة والشقوق، دون الشقوق بميلين. انظر معجم البلدان: 4/ 416.
(¬26) بالتحريك وآخره كاف، قرية بالحجاز شرقي خيبر، تعرف اليوم بالحائط، كأنها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة. معجم البلدان: 4/ 270، ومعجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية: ص 235.
(¬27) من أعمال المدينة، على طريق نجد. معجم البلدان: 4/ 240.
(¬28) بطون من بني كلاب. انظر تاج العروس للزبيدي: 20/ 14.
(¬29) انظر معجم البلدان: 2/ 190.
(¬30) بالكسر ثم السكون مقصور: أرض ببادية الشام، بينها وبين وادي القرى ليلتان.
معجم البلدان: 2/ 298.
(¬31) وقع في الأصل: الصرف، بالصاد المهملة، والتصويب من سيرة ابن هشام: 2/ 616، =
-[66]- = معجم البلدان: 4/ 35 وغيرها.
(¬32) واد بين المدينة والشام، وبالأدق بين تيماء وخيبر، كثير القرى، وبها سمي وادي القرى. انظر معجم البلدان: 4/ 384، 5/ 397.
(¬33) بالبناء للمجهول، أي حُمِل من المعركة رثيثا أي جريحا وبه رمق.
انظر تهذيب اللغة للأزهري: 15/ 58، واللسان: 2/ 151 مادة: رثث.
(¬34) أي شفي، والبِّل: الشفاء.
انظر لسان العرب: 11/ 65 مادة: بلل.
(¬35) وفي سيرة ابن هشام: 2/ 618، اليسير بالسين المهملة.
(¬36) واد بحذاء عرفات. معجم البلدان: 4/ 125.
(¬37) في الأصل: "بن".
(¬38) قرية من قرى البلقاء في حدود الشام. معجم البلدان: 5/ 254.
(¬39) بالحاء المهملة، موضع من وراء ذات القرى إلى المدينة. انظر معجم البلدان: 1/ 259.
(¬40) نسبة إلى ماء سلسل، وهو ماء بأرض جذام. انظر معجم البلدان: 3/ 263.
(¬41) انظر معجم البلدان: 1/ 586.
(¬42) بالكسر ثم الفتح: ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة.
انظر الروض المعطار ص 45.
(¬43) موضع قرب المدينة من ناحية الشام. معجم البلدان: 4/ 206.
(¬44) سيف البحر: جانبه وساحله، انظر لسان العرب: 9/ 167.
(¬45) إلى هنا انتهت رواية ابن هشام في سيرته: 2/ 632.
(¬46) ابن بزيع الحراني.