كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 15)
8142 - حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة (¬1)، عن تَوبة العنبري، قال: قال لي الشعبي: أرأيت الحسن حين يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم؟! والله لقد جالست (¬2) ابن عمر كذا وكذا بالمدينة، ما سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا، فإنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، فأتوا بلحم، فقالت امرأة من أزواجه: أمسكوا فإنه ضبّ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كلوا فإنه حلال، أو قال: كلوا فإنه لا بأس به" (¬3).
¬_________
(¬1) شعبة؛ موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) (هـ 8/ 51/ ب).
(¬3) الحديث تقدم تخريجه. انظر الحديث "8141".
8143 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب (¬1) (¬2) قال: أخبرني مالك بن أنس، ويونس بن يزيد وغيرهما، أن ابن شهاب
-[612]- أخبرهم (¬3) عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف، عن ابن عباس، "أنّ خالد بن الوليد دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة، فأتي بضبّ مَحْنُوذ (¬4)، فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة: أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يأكل منه، فقالوا: هو ضبّ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، قال: فقلت أحرام هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه لم يكن بأرض فقومي، فأجدني أَعَافُه. فاجْتَرَرْتُه فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر".
قال: يونس بن يزيد في الحديث: "فلم ينهي" (¬5) (¬6).
-[613]- ورواه يونس: حُفيدة بنت الحارث (¬7) (¬8).
¬_________
(¬1) ابن وهب؛ موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) (م 5/ 11/ أ).
(¬3) وقع في الأصل و " هـ": (أخبره) وما أثبته من (م) وهو أنسب.
(¬4) أي مشوي، وقيل المحنوذ: المشوي على الحجارة المُحَمَّاة.
انظر مجمع بحار الأنوار: 1/ 572.
(¬5) وقع في الأصل و (هـ) وفي (م): (ينهاني).
(¬6) (هـ 8/ 52/ أ).
(¬7) أي أن يونس بن يزيد زاد في روايته عن ابن شهاب، ذكر حُفيدة بنت الحارث التي قدمت بالضب من نجد. يوضح هذا لفظ مسلم الذي أخرجه في صحيحه: من طريق يونس عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف الأنصاري؛ "أن عبد الله بن عباس أخبره أن خالد بن الوليد الذي يقال له سيف الله المسلول أخبره، أنه دخل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ميمونة -زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي خالته وخالة ابن عباس- فوجد عندها ضبًّا محنوذا، قدمت به أختها حُفيدة بنت الحارث من نجد، فقدمت الضب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... ".
ثم إن حُفيدة بنت الحارث رضي الله عنهما، وقع اسمها في بعض روايات مسلم "أم حُفيد"، وفي بعض النسخ لمسلم "أم حُفيدة" بالهاء، وفي بعض الروايات "أم حميد"، وفي بعضها "حميدة"، وكله بضم الحاء مصغرًا، وفي بعض الروايات: "أم عتيق" بعين مهملة بدل الحاء المهملة، وقاف في آخره بدل الدال.
قال القاضي عياض: الأصوب والأشهر: أم حُفيد بلا هاء، وكذا قال ابن حجر: المعروف أم حُفيد، واسمها: هزيلة بنت الحارث بن حزن الهلالية.
انظر شرح صحيح مسلم للنووي: 13/ 100، الإصابة لابن حجر "8/ ت: 11837".
(¬8) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه بنحوه، كتاب الصيد والذبائح، باب إباحة الضب: 3/ 1543، حديث "44"، ولم يذكر مسلم رواية مالك بن أنس من طريق ابن وهب، وإنما ذكرها مستقلة من طريق يحيى بن يحيى عنه في نفس الكتاب والباب السابقين.
وأخرجه البخاري في صحيحه بنحوه، كتاب الذبائح والصيد، باب الضب: 3/ 463، حديث "5537". =
-[614]- = فوائد الاستخراج:
1) ذكر اسم والد يونس، وهو يزيد، ومسلم اقتصر على اسمه فقط.