(فكان منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وهو المؤذن (إذا أقيمت الصلاة) أي: إذا أراد أن يقيم الصلاة (ينادي: ألا) يا قوم (لا يقربن) بفتح الموحدة وتشديد نون التأكيد (الصلاة) أحد (سكران) لفظ النسائي: فكان منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أقام الصلاة نادى: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى (¬1). وهذا اللفظ أقرب إلى لفظ القرآن من لفظ المصنف.
قال ابن المنذر: إذا خلط في قراءته فهو سكران؛ استدلالًا بقوله تعالى: {حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} (¬2). وإذا كان بحيث لا يعلم ما يقول فيجتنب المسجد مخافة التلويث ولا تصح صلاته، فإن صلى في هذِه الحال قضى، وإن كان بحيث يعلم ما يقول فأتى بالصلاة فحكمه حكم الصاحي. وقال أحمد: إذا تغير عقله عن حال الصحة فهو سكران (¬3). وحكي نحوه عن مالك (¬4).
(فدعي عمر فقرئت عليه) هذِه الآية (فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شفاء) كما تقدم (فنزلت هذِه الآية) زاد النسائي: التي في المائدة (¬5).
¬__________
="المصنف" 4/ 79 (17967)، ومسدد في "المسند" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" 4/ 155، وكما في "المطالب العالية" 8/ 404 (1692)، والبيهقيُّ 7/ 359، والحافظ في "التغليق" 4/ 454 - 455.
والحديث رواه البخاري معلقًا قبل حديث (5269)، وصححه ابن القيم في "زاد المعاد" 5/ 191، والألباني في "الإرواء" 7/ 112.
(¬1) "سنن النسائي" 8/ 286.
(¬2) "الأوسط" 9/ 252.
(¬3) انظر: "المغني" 12/ 506.
(¬4) انظر: "مواهب الجليل" 2/ 142.
(¬5) "سنن النسائي الكبرى" 3/ 203.