كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

ثم اتلوه. ومعنى: لا يتبعنكم: لا تدعوا تلاوته والعمل به، فتكونوا ممن نبذتموه وجعلتموه وراء ظهوركم، وقيل: معناه: لا يطلبنكم بتضييعكم إياه كما يطلب الرجل صاحبه بالتبعة (ويعيه) أي: يحفظه، يقال: وعيت العلم عنه: إذا حفظته، ومنه الحديث: "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها" (¬1) (وساق الحديث) المذكور وسيأتي في الحدود.
[3626] (ثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الأعلى) بن مسهر الغساني (ثنا سعيد) بن ([عبد الرحمن]) (¬2) التنوخي الدمشقي (عن قتادة) بن دعامة (عن عكرمة) مرسلا (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له يعني: لابن صوريا) وفي رواية للمصنف من حديث جابر: فقال: "ائتوني بأعلم رجلين منكم "فأتوه [با بني صوريا، فنشدهما] (¬3) (أذكركم) بتشديد الكاف المكسورة (بالله) أي: بنعمة الله (الذي نجاكم) أي: أنجى آباءكم كما قال تعالى: {لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ} (¬4) أي: حملنا آباءكم، وقيل: إنما قال (نجاكم)؛ لأن نجاة الآباء كان سببا لنجاة من خاطبهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومعنى نجينا [كم: ألقيناكم] (¬5) على نجوة من الأرض (من) عدو
¬__________
(¬1) رواه الترمذي (2582) من حديث عبد الله بن مسعود، وابن ماجه (230) من حديث زيد بن ثابت، وأحمد 4/ 828، وابن ماجه (231) من حديث جبير بن مطعم وأحمد 3/ 225، وابن ماجه (236) من حديث أنس.
(¬2) كذا في النسخ: عبد الرحمن. والصواب: عبد العزيز. انظر: "تهذيب الكمال" 10/ 539 (2320).
(¬3) في الأصول: (بابن صوريا، فنشدهم)، والتصويب من "السنن" (4452).
(¬4) الحاقة: 11.
(¬5) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي 1/ 381، وما بين المعقوفتين زيادة منه.

الصفحة 18