كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

آبائكم وعدوكم من (آل فرعون) قومه وأتباعه (وأقطعكم) أقطع آباءكم (البحر) وأخرجكم منه سالمين وأغرق أعداءكم فيه، ذكر أن هذا البحر هو بحر القلزم.
(وظلل عليكم) أي: جعل على آبائكم (الغمام) كالظلة ليقيهم حر الشمس به وتنجلي عنهم في آخره؛ ليستضيئوا بالقمر ليلًا (¬1). وذكر المفسرون أن هذا جرى في التيه بين مصر والشام لما امتنعوا من قتال الجبارين ودخول مدينتهم، وقالوا لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ} (¬2) فعوقبوا بذلك الفحص أربعين سنة يتيهون في خمسة فراسخ، فكانوا يمشون النهار كله، وينزلون للمبيت فيصبحون حيث كانوا بكرة أمس. (وأنزل عليكم المن) أكثر المفسرين هو الترنجبين بتشديد الراء المفتوحة، ويقال: الطرنجبين. وعن وهب بن منبه: هو خبز الرقاق (¬3). وقيل: المن مصدر يعم جميع ما من الله به على عباده من غير تعب ولا زرع؛ لحديث: "الكمأة من المن الذي أنزل علي بني إسرائيل، وماؤها شفاء للعين" (¬4).
(والسلوى) ابن عطية: هو طير بإجماع المفسرين (¬5). قال القرطبي: لا يصح هذا الإجماع. وقد قال المؤرج -أحد علماء اللغة والتفسير-:
¬__________
(¬1) ساقطة من (م).
(¬2) المائدة: 24.
(¬3) رواه الطبري في "تفسيره" 1/ 334 (973)، وابن أبي حاتم في "تفسيرها" 1/ 115 (557).
(¬4) رواه البخاري (4478)، ومسلم (2049) من حديث سعيد بن زيد.
(¬5) "المحرر الوجيز" 1/ 305.

الصفحة 19