كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

ابن معدان) الكلاعي (عن سيف) الشامي، ذكره ابن حبان في "الثقات" (¬1) (عن عوف بن مالك) بن أبي عوف (الأشجعي) كانت معه راية أشجع يوم [الفتح] (¬2) أول مشاهده خيبر، سكن الشام، ومات في خلافة عبد الملك بن مروان.
(أنه حدثهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى بين رجلين فقال) الرجل المقضي عليه لما أدبر من مجلسه: (حسبي الله ونعم الوكيل) فمن عرف أن الحق - سبحانه وتعالى- كافٍ (¬3) له دعاه ذلك أن يتخذه وكيلا له؛ لأن من المعلوم أن الإنسان لا يتخذ وكيلا له إلا من كان كافيا لما وكله فيه.
(فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الله تعالى يلوم على العجز) وهو في الأصل عدم القدرة على الشيء، فليس للعبد تأثير في القدرة، بل القدرة في الحقيقة لله تعالى، والعجز عند المتكلمين صفة وجودية قائمة (¬4) بالعاجز تضاد القدرة، والتقابل بينهما تقابل الضدين، ومع هذا فالله تعالى يلوم على العجز، وهو عدم الداعية الجازمة التي يسمى بها مكتسبًا (¬5)، وإن كانت القدرة لله، وفي الحديث: "كل شيء بقدر حتى العجز والكيس" رواه مسلم (¬6).
وقيل: أراد بالعجز هنا تأخير ما يجب فعله عن وقته وتركه بالتسويف
¬__________
(¬1) "الثقات" 4/ 339.
(¬2) ليست في (ل)، (م)، والمثبت من مصادر الترجمة.
(¬3) في الأصول: كافيا. والجادة ما أثبتناه.
(¬4) ساقطة من (م).
(¬5) في المخطوط: مكتسب، وبعدها بياض في (ل)، (م) بقدر كلمة.
(¬6) "صحيح مسلم" (2655) من حديث عبد الله بن عمر.

الصفحة 22