كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

ونظرت في عاقبته، وتدبرت ما يحصل عليك و (كلبك أمر) بعد ذلك فالجأ بصدق النية والعزيمة (فقل: حسبي الله ونعم الوكيل) وفي "صحيح مسلم": "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا. ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل" (¬1) قال النووي في حديث: "كل بقدر حتى العجز والكيس" (¬2): والكيس ضد العجز وهو النشاط والحذق في الأمور، ومعناه: أن العاجز قد قدر عجزه، والكيس قد قدر كيسه (¬3). قال عز الدين التلمساني: علامة من اتخذ الله وكيلا أن لا يضطرب عند الفاقة، ولا تختلف (¬4) حاله عند المصيبة، ولا يتهم الوكيل سبحانه فيما يجد من شدة تعرض، بل يرى أن الوكيل سبحانه (¬5) قد عوضه عن الفانيات خيرا منها من الباقيات.
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (2664) من حديث أبي هريرة.
(¬2) سبق تخريجه قريبًا.
(¬3) "شرح النووي" 16/ 205.
(¬4) مكانها بياض في (م).
(¬5) ساقطة من (م).

الصفحة 24