كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

ورواية الصحيحين: لأرمينها (¬1). ورواية الترمذي: فطأطؤوا رؤوسهم (¬2). وهي بمعنى رواية المصنف أو تفسير لها، والمعنى: لأضعن هذِه السنة (بين أكتافكم) بالتاء المثناة فوق. أي: بينكم، قال القاضي: وقد رواه بعض رواة "الموطأ": أكنافكم. بالنون (¬3) بمعناه أيضا، والكنف: الجانب، ونونه مفتوحة، والمعنى (¬4) لأطرحن بها بين جماعتكم ولا أكتمها أبدا، ولأوجعنكم بالتقريع كما يضرب الإنسان بالشيء بين كتفيه.
وفي "تعليق القاضي حسين" من أصحابنا أن أبا هريرة قال ذلك حين كان متوليا بمكة أو المدينة، وكأنه قال ذلك لما رآهم قد توقفوا عن قبول ذلك، بدلالة تنكيس رؤوسهم، وقيل: المراد لألزمنكم العمل بهذِه السنة هان تكلفتكم، أو لأضعن جذوع الجار بين أكتافكم، وقصد بذلك المبالغة.
(وهذا حديث) محمد بن أحمد (بن أبي خلف) البغدادي (وهو أتم) من حديث مسدد.
[3635] (حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن يحيى) بن سعيد (الأنصاري) (¬5) (عن محمد بن يحيى بن حبان) بفتح المهملة، وتشديد الموحدة، ابن منقذ بن عمرو الأنصاري المازني (عن لؤلؤة) بهمزتين
¬__________
(¬1) "صحيح البخاري" (2463)، "صحيح مسلم" (1609) وفيهما: لأرمين بها.
(¬2) "سنن الترمذي" (1353).
(¬3) "إكمال المعلم" 6/ 318.
(¬4) ساقطة من (م).
(¬5) كذا في الأصول، والصواب: الأنصاري. انظر: "تهذيب الكمال" 26/ 605، 31/ 346.

الصفحة 45