يقال: غمرت يدي من اللحم بكسر الميم فهي غمرة.
(ولم يغسله) وإطلاقه يقتضي حصول السنة بالاقتصار على الماء، والأولى غسل اليد منه بالأشنان أو الصابون وما في معناهما.
وكيفيته أن يجعل الأشنان على كفه اليسرى ويغسل الأصابع الثلاث من اليد اليمنى أولًا، ويضرب أصابعه على الأشنان اليابس، فيمسح به شفتيه، ثم ينعم غسل الفم بأصبعه، ويدلك ظاهر أسنانه وباطنها والحنك واللسان، ثم يغسل أصابعه من ذلك بالماء، ثم يدلك ببقية الأشنان اليابس أصابعه ظهرًا وبطنًا، ويستغني بذلك عن إعادة الأشنان إلى الفم وإعادة غسله. والأشنان وإن كان بدعة فهو بدعة حسنة.
(فأصابه شيء) يوضحه رواية الطبراني: "من بات وفي يده ريح غمر، فأصابه وَضَح" (¬1).
(فلا يلومن إلا نفسه) والوَضَح بفتح الواو والضاد المعجمة جميعًا بعدهما حاء مهملة، والمراد به هنا البرص. وسبب هذا البرص لحس الشيطان الإناء الذي فيه ريح غمر اللحم، فإنه كما روى الترمذي عن أنس -رضي اللَّه عنه-: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن الشيطان حساس لحاس، فاحذروه على أنفسكم، من بات وفي يده ريح غمر، فأصابه شيء فلا
¬__________
= الأوسط" 5/ 324 (5441)، "المعجم الصغير" 2/ 80 (816) من حديث عائشة. وهو بهذا اللفظ أيضًا من حديث أبي هريرة عند الترمذي (1859)، (1860)، وابن ماجه (3297) وغيرهما. والذي في "البحر الزخار" 14/ 217 (7779)، 15/ 368 (8957)، 16/ 136 (9227) من حديث أبي هريرة: (من بات وفي يده غمر).
(¬1) "المعجم الكبير" 6/ 35 (5435) من حديث أبي سعيد الخدري.