كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

البياض، لأنه أكثر الثياب تنظيفًا ويظهر فيه أدنى دنس، بخلاف غيره، ولهذا قال -عليه السلام-: "نقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس" (¬1). ولذلك كان أفضل ما يكفن فيه الميت، وكفن -عليه السلام- في ثلاثة أثواب بيض سحولية.
(وإن خير أكحالكم الإثمد) بكسر الهمزة والميم هو الكحل الأسود، ويقال: إنه معرب. قال ابن البيطار في "المنهاج": هو الكحل الأصفهاني، ويؤيده قول بعضهم: ومعادنه المشرق (¬2).
وروى الترمذي أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثة في هذِه وثلاثة في هذِه (¬3). (يجلو البصر) أي: فيه حفظ لصحة العين، وتقوية للنور الباصر، وجلاء لها، وتلطيف للمادة الرديئة (وينبت) بضم أوله (الشعر) أي: شعر أهداب العين النابت على أشفارها، قال عبد اللطيف: الإثمد ينبت الهدب، ويحسن العيون، ويحبب إلى القلوب.
* * *
¬__________
(¬1) رواه البخاري (744)، ومسلم (598) مرفوعًا من حديث أبي هريرة، وهذا الدعاء جاء في الحديث على أنه دعاء الاستفتاح في الصلاة. ورواه أيضًا بنحو هذا اللفظ البخاري (6368، 6375، 6377)، ومسلم (589) مرفوعًا من حديث عائشة، ذكر هذا الدعاء في الحديث على أنه من أدعية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(¬2) "سنن الترمذي" (1757)، (2048) من حديث ابن عباس، قال الترمذي: حسن غريب. ضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (4486)، قال: ضعيف جدًّا.
(¬3) كذا في (ل)، وفي "المصباح المنير" 1/ 48: بالمشرق.

الصفحة 597