كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

المثلثة (¬1) (قال: كنت جالسا مع أبي الدرداء) وأخرجه الترمذي وقال فيه: عن قيس بن كثير، قال: قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء، فذكره (¬2). قال المنذري: وفي بعض طرقه أنه جاءه رجل من أهل مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وفي بعضها: عن كثير بن قيس قال: أتيت أبا الدرداء وهو جالس (¬3) (في مسجد دمشق) بكسر الدال وفتح الميم، ومنهم من يكسر الميم، والأول المشهور، نسبت إلى رجل اسمه دمشق، وقيل: دمشق بالرومية أي: مسك يضاعف؛ لطيبها. وقيل: هي من قول العرب: ناقة دمشق اللحم. إذا كانت خفيفة، ويقال: دمشق اللحم دمشقة: إذا ضرب ضربًا سريعًا (¬4).
(فجاءه رجل فقال: يا أبا الدرداء) واسمه عويمر (فقال: إني جئتك من مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لحديث بلغني أنك تحدثه) ولابن ماجه: تحدث به (¬5). وهو الأصل (عن النبي - صلى الله عليه وسلم -) وفيه فضيلة الارتحال إلى مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث واحد كما ارتحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد، أخرجه البخاري [وبوب عليه: باب الخروج -يعني: للسفر- في طلب العلم (¬6)، والحديث الذي رحل فيه جابر
¬__________
(¬1) "سنن ابن ماجه" (223) وفيه بالثاء.
(¬2) "سنن الترمذي" (2682).
(¬3) "مختصر سنن أبي داود" 5/ 244.
(¬4) الذي في "تاريخ دمشق" 1/ 19: ويقال: دمشق الضرب دمشقة إذا ضرب ضربًا سريعًا خفيفًا.
(¬5) "سنن ابن ماجه" (223).
(¬6) "صحيح البخاري" قبل حديث (78).

الصفحة 63