كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

في السماء (فاجعل رحمتك في الأرض) عامة بكل مؤمن، كما قال تعالى: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (¬1).
وفي الحديث: "إنما يرحم اللَّه من عباده الرحماء" (¬2) (فاغفر لنا حوبنا) بفتح الحاء المهملة، وسكون الواو، أي: إثمنا، ويجوز في الحاء الفتح والضم. وقيل: الفتح لغة الحجاز، والضم لغة تميم، وقال تعالى: {إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} (¬3) وفي الحديث: "الربا سبعون حوبًا" (¬4)، أي: سبعون ضربًا من الإثم، ويقال فيه: الحوبة بفتح الحاء والباء.
(و) اغفر لنا (خطايانا أنت رب) بالرفع (الطيبين) أي: الطاهرين من المعاصي، ويحتمل المتكلمين بالكلم الطيب، وخصوا بالذكر؛ لشرفهم وفضلهم على غيرهم، وإن كان رب الطيبين والخبيثين فلا ينسب [إلى اللَّه] (¬5) إلا الطيب، كما لا يقال: رب الخنازير.
¬__________
(¬1) التوبة: 128.
(¬2) رواه البخاري (1284)، (5655)، (6655)، (7377)، (7448)، ومسلم (923) مرفوعًا من حديث أسامة بن زيد.
(¬3) النساء: 2.
(¬4) رواه ابن ماجه (2274)، وابن أبي شيبة 4/ 452 (21999)، والبزار 15/ 175 (8538)، والبيهقي في "شعب الإيمان" 4/ 395 (5522) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
قال البوصيري في "الزوائد" (755): هذا إسناد فيه نجيح بن عبد الرحمن أبو معشر السندي مولى بني هاشم، وهو متفق على تضعيفه. قال الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" 2/ 377 (1858)، 3/ 77: صحيح لغيره.
(¬5) في (ل، م): إليه.

الصفحة 630