كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

وحكم ما بعدها خلاف ما قبلها، فلزم الاشتكاء ساعة حكايته إذ هو خلاف النفي. قلت: الساعة بالنصب على الصحيح، خلاف ما ضبطه الزركشي بالجر، وعلى النصب فهي للعطف، فالمعطوف داخل في المعطوف عليه إما في زيادة كـ: مات الناس حتى الأنبياء. أو نقص كـ: زارك الناس حتى الحجامون حتى الساعة من النقص. أي: ما زالت الشكوى موجودة مع النقص حتى الساعة، ومنه: أكلت السمكة حتى رأسها.
وفي هذا الحديث معجزة للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهذا الحديث من ثلاثيات البخاري، ذكره في غزوة خيبر (¬1)، والثلاثة للمصنف، لكن زاد ابن الصباح عن مكي بن إبراهيم فصار من رباعيات المصنف.
[3895] (حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالا: ثنا سفيان بن عيينة، عن عبد (¬2) ربه بن سعيد) الأنصاري أخي يحيى (عن عمرة) بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، من فقهاء التابعين، وكانت في حجر عائشة.
(عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول للإنسان) المريض (إذا اشتكى يقول بريقه) زاد مسلم: أو كان به قرحة أو جرح، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بإصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها (¬3).
¬__________
(¬1) السابق.
(¬2) فوقها في (ح)، (ل): (ع).
(¬3) "صحيح مسلم" (2194).

الصفحة 635