بالنصب، قال ثعلب وغيره: الليلة من الصباح إلى زوال الشمس. ومن الزوال إلى الليل، يقال: لدغت البارحة.
(فلم أنم حتى أصبحت) لفظ مسلم: يا رسول اللَّه، ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة (¬1). (قال: ماذا) أصابك؟ (قال: ) أصابتني (عقرب. قال: أما إنك لو قلت حين أمسيت: ) قال ابن القوطية: المساء ما بين الظهر إلى المغرب (¬2). (أعوذ بكلمات اللَّه التامات) لفظ ابن ماجه: "بكلمات اللَّه التامة" (¬3). (من شر ما خلق) أي: من شر خلقه، وشرهم ما يفعله المكلفون من الحيوان من المعاصي والآثام ومضارة بعضهم بعضًا من ظلم وبغي وقتل وضرب وشتم وغير ذلك، وما يفعله غير المكلفين منه من الأكل والنهس واللدغ والعض كالسباع والحشرات، وما وضعه اللَّه في الموات جنة من أنواع الضرر كالإحراق (لم تضرك إن شاء اللَّه) لفظ ابن ماجه: "ما ضره عقرب حتى يصبح" (¬4).
قال القرطبي: هذا قول الصادق الذي علمنا صدقه، دليلًا وتجربة، فإني منذ سمعت هذا الخبر عملت عليه ولم يضرني شيء إلى أن تركته فلدغتني عقرب بالمهدية ليلًا، فتفكرت في نفسي، فإذا بي قد نسيت
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (2709) من حديث أبي هريرة.
(¬2) "الأفعال" (ص 154).
(¬3) رواه ابن ماجه (3518) من حديث أبي هريرة بلفظ: "بكلمات اللَّه التامات" كرواية المصنف، ولعل الشارح وهم في نسبه هذا اللفظ لابن ماجه، ومن رواه بلفظ: "بكلمات اللَّه التامة" النسائي في "السنن الكبرى" 6/ 151 (10422)، 6/ 152 (10424)، 6/ 153 - 154 (10434) من حديث أبي هريرة.
(¬4) "سنن ابن ماجه" (3518).