كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

ضروري في حاجة بقاء الإنسان، والحساب إذ هو ضروري في المعاملات وقسمة الوصايا، فإنهما من العلوم التي لو خلا البلد عمن يقوم بها أثم أهل البلد. ويدخل فيه علم أحوال القلب المذمومة والمحمودة، ويدخل فيه علم النحو واللغة، ومنه: علم القراءات وأصول الفقه وعلم الحديث، ويدخل فيه علم صناعة الزراعة والحياكة والحدادة وغيرها من الصنائع المحمودة.
(سلك الله به) وللترمذي وابن ماجة: "سهل له" (¬1) (طريقا إلى الجَنَّة) والمراد به على الروايتين: سهل الله بسبب سلوكه في طريق تحصيله سلوك طريق الجَنَّة؛ لأن بالعلم يعرف السالك إلى جنة الله تعالى كيف تسلك، فيصير كمن يسلك طريقًا يعرفها، وأما من سلك طريقًا من طرق العبادة التي [هي] سبب لدخول الجَنَّة من صلاة وصيام ونحوهما بغير علم (¬2)، ضل عن طريقهما وصار كخابط ليل في عشواء، فأنى يهتدي إلى مقصوده.
(وإن الملائكة لتضع أجنحتها) وقد اختلف في وضع أجنحتها، فقيل: هو كناية عن التواضع كما أن {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (¬3) كناية عن التواضع وإلانة القول لهم، ورواية الترمذي: "ما من خارج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما صنع" (¬4).
وقيل: هو عبارة عن النزول إليه وترك الطيران والمشي معه والجلوس
¬__________
(¬1) انظر التخريج السابق.
(¬2) ساقطة من (م).
(¬3) الحجر: 88.
(¬4) هذا لفظ ابن ماجة (226) من حديث صفوان بن عسال.

الصفحة 65