كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

وقال الحربي: الخط في الحديث هو أن يخط ثلاثة خطوط ثم يضرب عليهن بشعير أو نوى، ويقول: يكون كذا وكذا، وهو ضرب من الكهانة (¬1).
(قال: كان نبي من الأنبياء) قيل: هو إدريس (يخط) حكى مكي في "تفسيره" (¬2) روي أن هذا النبي كان يخط بإصبعيه السبابة والوسطى في الرمل ثم يزجر (فمن وافق) خطُّه (خطه) بنصب الطاء فذاك. وفي نسخة الخطيب: برفع الطاء، أي: فمن وافق خطه خط النبي.
قال الخطابي: هذا يحتمل الزجر عنه إذ كان علمًا لنبوته، وقد انقطعت فنهينا عن التعاطي لذلك (¬3). قال القاضي عياض: الأظهر من اللفظ خلاف هذا وتصويب خط من يوافق خطه، لكن من أين نعلم الموافقة، والشرع منع من التخرص (¬4) وادعاء علم الغيب جملة، وإنما معناه أن من وافق خطه فذاك الذي يجدون إصابته، لا أنه يريد إباحة ذلك لفاعله، على ما تأوله بعضهم (¬5).
* * *
¬__________
(¬1) "غريب الحديث" 2/ 720.
(¬2) "الهداية إلى بلوغ النهاية" 11/ 6810.
(¬3) "معالم السنن" 4/ 215.
(¬4) في النسخ: التحرز من. والمثبت من "المفهم".
(¬5) انظر: "إكمال المعلم" 2/ 464.

الصفحة 669