كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

كل كبد حرَّاء أجرًا" (¬1) حتى في إلقاء ما يفضل من الأطعمة ومن فتات الخبز في الماء للسمك أجر.
(وإن فضل العالم) الذي يعلم الناس الخير (على العابد) الذي يقتصر نفع عبادته على نفسه (كفضل القمر) إذا تكامل نوره (ليلة البدر على سائر الكواكب) السيارة وغيرها، ولفظ الأصبهاني في معناه من رواية ابن عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فضل العالم على العابد سبعون درجة، كل درجتين حضر الفرس سبعين عامًا" ثم زاد ما هو كالعلم؛ ليفضل العالم على العابد، فقال في تتمة الحديث: " وذلك لأن الشيطان يبدع البدعة للناس، فيبصرها العالم فينهى عنها، والعابد مقبل على عبادته لا يتوجه لها ولا يعرفها" (¬2).
وروى الأصبهاني أيضًا عن أبي أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: "يجاء بالعالم والعابد فيقال للعابد: ادخل الجَنَّة، ويقال للعالم: قف حتى تشفع للناس" (¬3) زاد البيهقي في روايته بلفظ: "يقال للعالم: اثبت حتى تشفع للناس بما أحسنت إليهم" (¬4).
(وإن العلماء ورثة الأنبياء) وحسبك بهذِه الدرجة مجدًا وفخرًا، وبهذه الرتبة شرفًا وكرمًا، فكما لا رتبة فوق رتبة النبوة لا شرف فوق شرف
¬__________
(¬1) رواه أحمد 4/ 175 من حديث سراقة بن مالك، 2/ 222 من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
(¬2) "الترغيب والترهيب" للأصبهاني 3/ 95 (2143).
(¬3) "الترغيب والترهيب" 3/ 100 (2157).
(¬4) "شعب الإيمان" 2/ 268 (1717) من حديث جابر، وفيه: أدبهم. بدل: إليهم.

الصفحة 68