كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

حتى إذا أمن من ذلك حدث بهما جميعًا، رابعها: أن يكون حمله على ذلك وجه غير ما ذكرنا لم يطلع عليه أحد.
(قال الزهري: قال أبو سلمة) بن عبد الرحمن (فحدث به، وما سمعت أبا هريرة -رضي اللَّه عنه- نسي حديثًا قط غيره) فإن قلت: تقرر في حديث أبي هريرة وحفظه العلم: قال: فما نسيت شيئًا بعد (¬1). أي: بعد بسط الرداء بين يدي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. أجيب بأن قوله: (ما سمعت أبا هريرة نسي) لا يلزم من سماعه النسيان نسيانه؛ لما في "صحيح مسلم": لا أدري أنسي أبو هريرة أو نسخ أحد القولين (¬2)؟ !
[3912] (حدثنا) عبد اللَّه (القعنبي، ثنا عبد (¬3) العزيز بن محمد) الدراوردي (عن العلاء) بن عبد الرحمن أبي شبل مولى الحرقة، أخرج له مسلم، أحد علماء المدينة (¬4).
(عن أبيه) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني مولى الحرقة، أخرج له مسلم (عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا عدوى) (لا) في هذا الحديث وإن كانت نفيًا لما ذكر بعدها فمعناه النهي عن الالتفات لتلك الأمور والاعتناء بها؛ لأنها في أنفسها ليست بصحيحة، إنما هي من أوهام جهال العرب.
(ولا هامة) بتخفيف الميم كما تقدم (ولا نَوْء) بفتح النون وسكون
¬__________
(¬1) رواه البخاري (119).
(¬2) (2221) من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.
(¬3) فوقها في (ل)، (ح): (ع).
(¬4) انظر: "تهذيب الكمال" 8/ 166 (336).

الصفحة 680