كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

فقوله) لا (صفر. قال: سمعت أن أهل الجاهلية يستشْئمون) وزنه يستفعلون من الشؤم، فإنه بهمزة مكسورة بعد سكون الشين المعجمة (بصفر) ويكرهونه كما يكرهون الشتم، ويتخذون فيه الشؤم، فأبطله النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بقوله: (لا صفر) أي: لا شؤم فيه، فلا تتخذوا الشؤم فيه.
(قال محمد) بن راشد (وقد سمعنا من يقول: ) عن الصفر (هو وجع يأخذ في البطن) أي: بطن الإنسان عند الجوع يجد كأن دودًا ينهش في بطنه (فكانوا يقولون: هو يَعْدِي) بفتح أوله، بل كانت تراه أعدى من الجرب، وأنه يعدي كما يعدي الجرب، وأنشدوا:
ولا يتأرى لما في القِدْر يرقبه ... ولا بعض على شرسوفه الصفر (¬1)
وإلى هذا التفسير ذهب مطرف وابن وهب وابن حبيب (¬2)، وهو اختيار أبي عبيدة (¬3).
[3916] (حدثنا مسلم بن إبراهيم) الفراهيدي (ثنا هشام) الدستوائي (عن قتادة، عن أنس -رضي اللَّه عنه-، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأْل) بسكون الهمزة بعد الفاء، جمعه فُؤول بضم الفاء والهمزة (¬4)، وقد أولع الناس بترك الهمز في المفرد، والفأل يكون في
¬__________
(¬1) هذا البيت لأعشى باهلة (بحر البسيط) من قصيدة يرثي بها أخًا له يقال له: المنتشر. انظر: "الإمتاع والمؤانسة" 2/ 200.
(¬2) انظر: "غريب الحديث" 1/ 26.
(¬3) انظر: "تفسير غريب ما في الصحيحين" 1/ 307.
(¬4) السابق.

الصفحة 684