كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

ويصير معروفًا بالشؤم، فلا ينبغي أن يسمى باسم يصير بسببه مبغوضًا، وكراهيته عليه الصلاة والسلام (وإذا دخل) أي: أراد دخول (قرية) أو بلدة (سأل عن اسمها، فإن أعجبه فرح بها) واستبشر (ورئي بشر ذلك في وجهه) باستنارة وجهه (وإن كره اسمها ربي كراهية ذلك في وجهه) وسبب كراهيته الاسم القبيح؛ لئلا يحصل لهم في القرية مكروه (¬1)، فيحدث لهم التشاؤم والتطير المنهي عنه، فإن الاسم القبيح مبغوض في الطباع، كما أن الاسم الحسن محبوب في الطباع.
[3921] (حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان) لا ينصرف على الأكثر (قال: حدثني يحيى) بن أبي كثير (أن الحضرمي (¬2) بن لاحق) التميمي السعدي، ذكره ابن حبان في "الثقات" (¬3)، وقال ابن معين: ليس به بأس (¬4) (حدثه عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن مالك) أبي وقاص ابن وهيب الزهري -رضي اللَّه عنه- (أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقول: لا هامة ولا عدوى) تقدما (ولا طيرة، وإن تكن الطيرة) المنهي عنها (في شيء ففي الفرس والمرأة والدار) قال القرطبي: لا نظن أن الذي رخص فيه من الطيرة هذِه الثلاثة هو على نحو ما كانت الجاهلية تعتقد وتفعل، فإنها كانت لا تقدم على ما تطيرت به ولا تفعله بوجه، فإن هذا ظن خطأ، وإنما
¬__________
(¬1) في جميع النسخ: مكروهًا. والمثبت هو الصواب.
(¬2) فوقها في (ح)، (ل): (س).
(¬3) 6/ 249.
(¬4) "الجرح والتعديل" 3/ 302 (1347)، "تهذيب الكمال" 6/ 554 (1381)، "تهذيب التهذيب" 1/ 448.

الصفحة 690