كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

قال: لا، فلعله كان نبيا فقد جحد نبوة نبي من الأنبياء، فكيف يصنع؟ فقال: ينبغي أن يقول؛ إن كان نبيا فقد آمنت به.
(فإن كان ما قاله) اليهودي (باطلا لم تصدقوه) فيما قاله (وإن كان) ما قاله (حقا لم تكذبوه) فتكونوا قد سلمتم في الحالتين. قال ابن سيرين، إذا قيل لك أنت مؤمن فقل: آمنا بالله (¬1).
[3645] (حَدَّثَنَا أحمد) بن عبد الله (بن يونس) اليربوعي (حَدَّثَنَا) عبد الرحمن (ابن أبي الزناد) استشهد به البخاري في "الصحيح" تعليقًا (عن أبيه) (¬2) أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني (عن خارجة) يعني (بن زيد ابن ثابت قال: قال زيد بن ثابت -رضي الله عنه-: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) زاد الترمذي: أن أتعلم كلمات يهود (¬3) (فتعلمت له كتاب) أي: كتابة (يهود) غير منصرف لتأنيث القبيلة والعجمة، ولفظ البخاري: أمره أن يتعلم كتابة اليهود (¬4). يعني: خطهم ومكاتباتهم (فتعلمت له كتاب يهود) أي: كتابتهم.
وقد استدل بهذا الحديث على أنه يستحب للإمام والقاضي أن يتخذ كاتبًا ومترجمًا يعرف لسان الخصم والشهود، وإن لم يكن القاضي يحسن ذلك، وذكر الحاكم هذا الحديث في الإيمان من "مستدركه"، وقال: حديث صحيح لا أعرف الرخصة لتعلم كتابة أهل الكتاب غير هذا
¬__________
(¬1) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 2/ 140.
(¬2) فوقها في (ل): (ع).
(¬3) "سنن الترمذي" (2715) وفيه: أن أتعلم له كتاب يهود.
(¬4) "صحيح البخاري" (7195).

الصفحة 75