كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 15)

بيده) كل ما أنطق به، فإني لا أنطق عن الهوى و (ما يخرج منه إلا) وحي (حق) عن الله تعالى لا من هوى نفسه ورأيه.
واعلم أن هذا الحديث مخصص لعموم الحديث الصحيح المتقدم في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقضي الحاكم بين اثنين وهو غضبان" (¬1). فيخرج من عموم الغضبان قضاء المعصوم، من تغير فكره بالغضب، واختلال حكمه حال الغضب؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقول في حالتي الرضا والغضب إلا حقا، ويدل على هذا كما قال الفاكهي: ما جاء في الحديث الصحيح حين قال بعض الصحابة: أكتب عنك ما تقول في الرضا والغضب.
وقال الغزالي في "الإحياء": كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يقول المنكر، ولا يقول في الرضا والغضب إلا الحق (¬2).
[3647] (حَدَّثَنَا نصر بن علي) الجهضمي (ثنا أبو أحمد) (¬3) محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، ليس هو من ولد الزبير بن العوام بل آل الزبير بني أسد (قال: حَدَّثَنَا كثير بن زيد) الأسلمي المدني، قال أبو زرعة: صدوق (¬4).
(عن المطلب بن عبد الله بن حنطب) بفتح الحاء والطاء المهملتين، بينهما نون ساكنة المخزومي المدني، عامة حديثه مراسيل. قال الدارقطني
¬__________
(¬1) تقدم برقم (3589) من حديث أبي بكرة.
(¬2) "إحياء علوم الدين" 2/ 368.
(¬3) فوقها في (ل): (ع).
(¬4) "الجرح والتعديل" 7/ 150.

الصفحة 81