كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 15)

نحر أو ذبح، والأضحى ثلاثة أيام: يوم النحر ويومان بعده، ويوم النحر أفضلها (¬١) [٤٤٦١]. (ز)


{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨)}

نزول الآية:
٥٠٤٩٠ - عن إبراهيم [النخعي]، قال: كان المشركون لا يأكلون مِن ذبائح نسائهم، فنزلت: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير}، فرخص للمسلمين، فمن شاء أكل؛ ومن شاءلم يأكل (¬٢). (١٠/ ٤٧٥)
٥٠٤٩١ - عن الحسن البصري -من طريق أبي بكر الهذلي- قال: كان الناسُ في الجاهلية إذا ذبحوا لَطَّخوا بالدماء وجه الكعبة، وشَرَّجُوا (¬٣) اللحوم، فوضعوها على الحجارة، وقالوا: لا يحِلُّ لنا نأكل شيئًا جعلناه لله - عز وجل - حتى تأكله السباع والطير. فلما جاء الإسلام جاء الناسُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا له: شيئًا كُنّا نصنعه في الجاهلية، ألا نصنعه الآن؟ فإنما هو لله - عز وجل -. فأنزل الله - عز وجل -: {فكلوا منها وأطعموا}. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تفعلوا؛ فإنّ ذلك ليس لله - عز وجل -». قال الحسن: فلم يعزِم عليهم الأكل، فإن شئت فكُل، وإن شئت فدَع (¬٤). (ز)

٥٠٤٩٢ - قال مقاتل بن سليمان: ... وذلك أنّ أهل الجاهلية كانوا لا يأكلون شيئًا مِن البُدُن، فأنزل الله - عز وجل -: {فكلوا منها وأطعموا} (¬٥). (ز)
---------------
[٤٤٦١] ذكر ابنُ تيمية (٤/ ٤٢٣ - ٤٢٤) قولين في: «ذكر اسم الله» بناءً على الخلاف الوارد في «الأيام المعلومات»، فمَن قال بأن «الأيام المعلومات»: أيام الذبح؛ قال بأن «ذكر اسم الله»: التسمية على الأضحية والهدي. ومَن قال بأن «الأيام المعلومات»: أيام العشر؛ قال بأن «ذكر اسم الله»: التكبير فيها. ثم ذكر استدلالات ومناقشات لكلا القولين ليس هذا موضع بسطها.
_________
(¬١) تفسير يحيى بن سلام ١/ ٣٦٥.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى عبد الرزاق، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وهو مرسل.
(¬٣) شَرَّجوا اللحوم: أي خلطوها بالشحم. اللسان (شرج).
(¬٤) سيرة ابن إسحاق ص ٧٨ - ٧٩، وهو مرسل.
(¬٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ١٢٦.

الصفحة 102