كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 15)

٤٩٩٩٢ - عن عبد الله بن عباس، قال: تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية وأصحابُه عنده: {يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم}. فقال: «هل تدرون أيَّ يوم ذاك؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذاك يوم يقول الله: يا آدم، قم فابعث بعث النار. فيقول: يا رب، مِن كم؟ فيقول: مِن كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحدًا إلى الجنة». فشقَّ ذلك على القوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة». ثم قال: «اعملوا وأبشروا، فإنكم بين خليقتين لم تكونا مع أحد إلا أكْثَرَتاهُ؛ يأجوج ومأجوج، وإنما أنتم في الأُمَم كالشامة في جنب البعير، أو كالرَّقمة في ذراع الدابة، وإنما أُمَّتي جزء من ألف جزء» (¬١). (١٠/ ٤١٤)

٤٩٩٩٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسيرةٍ في غزوة بني المصطلق إذ أنزل الله: {يا أيها الناس اتقوا ربكم} إلى قوله: {ولكن عذاب الله شديد}. فلمّا أنزلت عليه وقف على ناقته، ثم رفع بها صوتَه، فتلاها على أصحابه، ثم قال لهم: «هل تعلمون أيَّ يوم ذاك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذاك يوم يقول الله لآدم: يا آدم، ابعَثْ بَعْثَ النار مِن
---------------
(¬١) أخرجه الحاكم ٤/ ٦١٢ (٨٦٩٧)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/ ٣٩٢ - .
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح بهذه الزيادة، ولم يخرجاه». وقال ابن جرير في تهذيب الآثار -مسند ابن عباس ١/ ٣٩٧: «هذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح لعلتين: إحداهما: أنه خبر لا يعرف له مخرج عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يصح إلا من هذا الوجه، والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه. والثانية: أنه مِن نقل عكرمة عن ابن عباس، وفي نقل عكرمة عندهم نظر يجب التثبت فيه من أجله، وقد وافق ابن عباس في رواية هذا الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جماعة من أصحابه». وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ٧٠ (١١١٨١)، ١٠/ ٣٩٤ (١٨٦٢٣): «في الصحيح بعضه، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، غير هلال بن خباب، وهو ثقة».

الصفحة 11