{وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢)}
قراءات:
٥٠٠١٦ - عن عمران بن حصين أنّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ: «وتَرى النّاسَ سَكْرى وما هُم بِسَكْرى» (¬١). (١٠/ ٤١٧)
٥٠٠١٧ - عن أبي سعيد، قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وتَرى النّاسَ سَكْرى وما هُم بِسَكْرى»، قال الأعمش: وهي قراءتنا (¬٢) [٤٤٢٤]. (١٠/ ٤١٨)
٥٠٠١٨ - عن حذيفة بن اليمان أنّه كان يقرأ: «وتَرى النّاسَ سَكْرى وما هُم
---------------
[٤٤٢٤] اختُلِف في قراءة قوله: {سكارى}؛ فقرأ قوم: {سكارى وما هم بسكارى}، وقرأ آخرون: {سكرى وما هم بسكرى}. ورجَّح ابنُ جرير (١٦/ ٤٥٧ - ٤٥٨) صِحَّة كلتا القراءتين مستندًا إلى شهرتهما واستفاضتهما، فقال: «والصواب مِن القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار، متقاربتا المعنى؛ فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب».
_________
(¬١) أخرجه البزار ٩/ ٣٤ - ٣٥ (٣٥٥٠)، والطبراني ١٨/ ١٤١ (٢٩٨)، والحاكم ٢/ ٤١٨ (٣٤٥١)، وفيه الحكم بن عبد الملك.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال البزار: «والحَكَم ليس بالقوي، إلا أنه قد حدث عنه غير واحد».
وجاء في المطبوع من بعض هذه المصادر قراءة: {سكارى} بدل «سَكْرى»، وهو كذلك؛ فقد اختلف في متنه أي هاتين القراءتين يُراد! وسُئِل أبو زرعة الرازي -كما في علل الحديث لابن أبي حاتم ٦/ ٦٤٣ (تحقيق: جماعة، بإشراف د. سعد الحميد، وخالد الجريسي) - عن ذلك في هذا الحديث، فقال: «ليس ذا ولا ذاك! قد روى الثقات، فلم يذكروا فيه الحروف، لم يذكروا قراءةً».
و «سَكْرى» و «بِسَكْرى» بفتح السين، وإسكان الكاف فيهما قراءة متواترة، قرأ بها حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وقرأ بقية العشرة: {سُكارى} و {بِسُكارى} بضم السين، وفتح الكاف بعدها ألف، وهم على أصولهم في فتح الراء وإمالتها. انظر: النشر ٢/ ٣٢٥، والإتحاف ص ٣٩٦.
(¬٢) أخرجه حفص بن عمر في جزء قراءات النبي ص ١٢٩ (٨٤)، من طريق أبي عمارة، عن المسيب بن شريك، عن أبي صالح، عن أبي سعيد به. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه، وأبي الحسن الحلواني في كتاب الحروف، والحافظ عبد الغني بن سعيد في إيضاح الإشكال.
إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه المسيب بن شريك أبو سعيد التميمي الكوفي، قال عنه ابن معين: «ليس بشيء». وقال أحمد: «ترك الناس حديثه». وقال البخاري: «سكتوا عنه». وقال مسلم وجماعة: «متروك». وقال الدارقطني: «ضعيف». كما في لسان الميزان لابن حجر ٨/ ٦٦.