كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 15)

{يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (٣٩)}
نزول الآية:
٥٣٦٨٢ - قال مقاتل بن سليمان: نزلت في شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان يلتمس الدِّين في الجاهلية،
ويلبس الصفر، فكفر في الإسلام (¬١). (ز)

تفسير الآية:
٥٣٦٨٣ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، عن أبيه، عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: إنّ الكُفّار يُبعثون يوم القيامة وِرْدًا عِطاشًا، فيقولون: أين الماء؟ فيُمَثَّل لهم السراب، فيحسبونه ماء، فينطلقون إليه، فيجدون الله عنده، فيوفيهم حسابَهم، والله سريع الحساب (¬٢). (١١/ ٨٩)

٥٣٦٨٤ - قال أُبَيّ بن كعب -من طريق أبي العالية-: ثُمَّ ضرب مَثَل الكافر، فقال: {والذين كفروا أعمالهم كسراب}، قال: وكذلك الكافر يجيء يوم القيامة وهو يحسب أنّ له عند الله خيرًا، فلا يجده، ويُدْخِلُه اللهُ النارَ (¬٣). (١١/ ٦٣)

٥٣٦٨٥ - قال عبد الله بن عباس: {و} مَثَل {الذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة}، قال: أعمال الكفار إذا جاءوا رأوها مثلَ السراب إذا أتاه الرجل قد احتاج إلى الماء، فأتاه فلم يجده شيئًا، فذلك مَثَلُ عملِ الكافر يرى أنّ له ثوابًا، وليس له ثواب (¬٤). (١١/ ٥٩)

٥٣٦٨٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {والذين كفروا أعمالهم كسراب} الآية، قال: هو مَثَل ضربه الله لرجل عَطِش، فاشْتَدَّ عطشُه، فرأى
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٠١. وهو بنحوه في تفسير الثعلبي ٧/ ١١١، وتفسير البغوي ٦/ ٥٣ عن مقاتل مهملًا؛ إلا أن فيه «عتبة بن ربيعة» بدل «شيبة بن ربيعة».
(¬٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦١١ من طريق إسرائيل، عن أبيه، عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٧/ ٣٢٧، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦١٠، والحاكم ٢/ ٣٩٩ - ٤٠٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى الفريابي.

الصفحة 670