كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 15)

الله} في ذنوبه التي عمِلها. ثم قال تعالى: {ويتقه} ومَن يتَّق اللهَ تعالى فيما بعدُ فلم يَعْصِه؛ {فأولئك هم الفائزون} يعني: الناجون من النار (¬١). (ز)

٥٣٨١٣ - عن إبراهيم بن بشار، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: قال الله - عز وجل -: {ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئ ك هم الفائزون}، فأعْلَمَكَ أنّ بتقواه تَسْتَوْجِبُ جميلَ الثواب، وينجو المتقون مِن سكرات يوم الحساب، ويؤولون إلى خير باب. ثم قال: صدق الله: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} [النحل: ١٢٨] (¬٢). (ز)

٥٣٨١٤ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {ومن يطع الله ورسوله ويخش الله} فيما مضى مِن ذنوبه، {ويتقه} فيما بقي؛ {فأولئك هم الفائزون} الناجون من النار إلى الجنة (¬٣). (ز)


{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (٥٣)}

نزول الآية:
٥٣٨١٥ - عن عبد الله بن عباس، قال: أتى قومٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله، لو أمرتنا أن نَخْرُج مِن أموالنا لخرجنا. فأنزل الله: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} الآية (¬٤). (١١/ ٩٥)

٥٣٨١٦ - قال مقاتل بن سليمان: فلما بيَّن الله - عز وجل - كراهية المنافقين لحُكْم النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أتَوْه، فقالوا: واللهِ، لو أمرتنا أن نخرج من ديارنا وأموالنا ونسائنا لخرجنا، أفنحن لا نرضى بحكمك؟! فأنزل الله -تبارك وتعالى- فيما حلفوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون} (¬٥). (ز)
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٠٥.
(¬٢) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٨/ ٢٤.
(¬٣) تفسير يحيى بن سلّام ١/ ٤٥٧.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(¬٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٠٥.

الصفحة 694