كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 15)

يطلب له حجرًا، فأتاه بحجر، فلم يَرْضَه، فقال: ائتني بحجر أحسنَ مِن هذا. فانطلق يطلب له حجرًا، فجاءه جبريل بالحجر الأسود مِن الجَنَّة، وكان أبيضَ ياقوتة بيضاء مثل الثَّغامَة (¬١)، وكان آدم هَبَط به مِن الجنة، فاسْوَدَّ مِن خطايا الناس، فجاءه إسماعيل بحجر، فوجد عنده الركن، فقال: يا أبتِ، مَن جاءك بهذا؟ قال: جاءني به مَن هو أنشط منك. فبينما هما يدعوان بالكلمات التي ابتلى بها إبراهيمَ ربُّه، فلمّا فرغا من البنيان أمره الله أن ينادي، فقال: أذِّن في الناس بالحج (¬٢) [٤٤٥٣]. (١٠/ ٤٦٢)

٥٠٣٨٣ - قال محمد بن السائب الكلبي: بعث الله سحابةً بقدر البيت، فقامت بحِيال البيت، وفيها رأسٌ يتكلم: يا إبراهيم، ابْنِ على قَدْري. فبنى عليه (¬٣). (ز)

٥٠٣٨٤ - قال مقاتل بن سليمان: قوله - عز وجل -: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت} المعمور. قال: دَلَلْنا إبراهيم عليه، فبناه مع ابنه إسماعيل?، وليس له أثرٌ ولا أساس، كان الطوفان محا أثرَه، ورفعه الله - عز وجل - ليالي الطوفان إلى السماء، فعَمَرته الملائكة، وهو البيت المعمور، قال الله - عز وجل - لإبراهيم: {أن لا تشرك بي شيئا} (¬٤) [٤٤٥٤]. (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٥٠٣٨٥ - عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دُثِرَ مكانُ البيت، فلم يَحُجَّه هودٌ، ولا صالح، حتى بوَّأه الله لإبراهيم» (¬٥). (١٠/ ٤٥٩)
---------------
[٤٤٥٣] علَّقَ ابن كثير (٢/ ٨٤) على أثر السّدّيّ بقوله: «في هذا السياق ما يَدُلُّ على أن قواعد البيت كانت مبنية قبل إبراهيم، وإنما هُدِي إبراهيمُ إليها، وبُوِّئ لها».
[٤٤٥٤] حكى ابنُ عطية (٦/ ٢٣٧) قولين في المخاطب بقوله تعالى: {أنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا}: الأول: هي مخاطبة لإبراهيم - عليه السلام -. الثاني: هي مخاطبة لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وأمر بتطهير البيت، والأذان بالحج.
ورجَّح القول الأول قائلًا: «والجمهور على أنّ ذلك إبراهيم - عليه السلام -، وهو الأصح». ولم يذكر مستندًا.
_________
(¬١) الثَّغامة: نبت أبيض الزهر والثمر، يُشَبَّه به الشَّيْب. وقيل: هي شجرة تَبْيَضُّ كأنها الثّلج. النهاية (ثغم).
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٢/ ٥٥٧ - ٥٥٨، ١٦/ ٥١٢، وابن أبي حاتم ١/ ٢٣٢ - ٢٣٣، والبيهقي في الدلائل ٢/ ٥٣.
(¬٣) تفسير البغوي ٥/ ٣٧٨.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ١٢٢.
(¬٥) أخرجه وكيع في أخبار القضاة ١/ ٢٢١، وابن عدي في الكامل في الضعفاء ١/ ٤٠٦ (٧٩) في ترجمة إبراهيم بن محمد. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ وابن مردويه والديلمي.
قال ابن عدي: «منكر الحديث»، يعني: إبراهيم بن محمد. وقال السيوطي: «بسند ضعيف». وقال المناوي في التيسير ٢/ ٣: «بإسناد واه». وقال الألباني في الضعيفة ٨/ ٨٧ (٣٥٩٢): «منكر». وقال فيها ١١/ ٧٥٧ (٥٤٤٦): «ضعيف جدًّا».

الصفحة 84