كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 15)

وقد روى يحيى بنُ أبي كثير، عن يعيشَ بنِ الوليد، عن مولًى للزُّبير، عن الزُّبير، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: "دبَّ إليكُم داءُ الأُمم قِبَلكُم: الحسَدُ والبغْضاءُ" أو قال: "العَدَاوةُ والبَغْضاءُ، وهي الحالِقَة، لا أقولُ حالِقَةُ الشّعْر، ولكن حالِقَةُ الدِّين" (¬١).
وقد ذكَرْنا هذا الخبرَ من وُجوه في كتاب العِلْم (¬٢)، وفيه مع خبرِ هذا الباب أوضَحُ حُجّةٍ في تحريم العداوة، وفَضْل المؤاخاةِ وسلامةِ الصُّدُورِ منَ الغِلِّ.
---------------
= وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ويروى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: "هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين".
وقال البيهقي: "وقد رواه الزهري عن أبي إدريس الخولاني أنَّ أبا الدرداء قال، فذكره موقوفًا، ثم أخرجه كذلك. وكذلك رواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب عن الزهري، به، موقوفًا" (نصب الراية ٣/ ٣٥٥)، وينظر: تاريخ البخاري الكبير ١/ ٦٣، وكتابنا: المسند المصنف المعلل ٢٧/ ١٥٤ - ١٥٥ (١٢١٩٤).
(¬١) سلف تخريجه في أثناء شرح الحديث الأول لابن شهاب الزُّهريّ عن أنس بن مالك، رضي الله عنه.
(¬٢) جامع بيان العلم وفضله ٢/ ١٠٨٧ - ١٠٩٠ (٢١٢٠ - ٢١٢٢).

الصفحة 74