كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 15)

والطريق الأمثل، وأن يكون اهتمامها بأمر دينها الصحيح؛ فإن دين الإسلام دين الفطرة، دين الرقي، دين العدالة، دين المدنية الفاضلة، دين العمل، دين الاجتماع، دين التوادد، والتناصح، والتحابب، دين رفع ألوية العلم والصنائع والحرف، غير قاصر على أحكام العبادات والمعاملات، بل شامل لجميع منافع العباد ومصالحهم، على ممر السنين وتعاقب الدهور، إلى أن تقوم الساعة. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، اهـ.
الفصل الثاني: من أعظم أسباب ضعف العلم والإسلام
سياحة بعض الناس في الأمصار المجاورة، وغالبهم يتمتع بالملاهي وغيرها، وإذا قدموا علينا في هذا العصر تلقيناهم بالترحيب والإكرام؛ وبعض السفلة ترغب نفوسهم فيما وصل إليه أولئك، رغبة في الحرية العربية، على ضد ما أمر الله به، وفعل ما نهى عنه.
ولذلك اشمأزت بعض النفوس، إلى استقدام معلمين منهم، من ذكور وإناث كما يأتي; وكنا في عصر الشيخ عبد الله، إذا قدم المسافر من تلك الأمصار لتجارة أو غيرها يهجر حتى يظهر التوبة.
وحدثني أبي رحمة الله عليه: أنه قد كان يفعل في بلدنا إذا قدم، يغمس بعد صلاة الجمعة في ثيابه، في ماء الطهارة، ليمتنع من السفر إليهم هو وغيره، وقد ذكر أهل

الصفحة 462