كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 15)

أيام تميم على بكر يوم الوقيط «1»
قال فراس بن خندف: تجمّعت اللهازم لتغير على تميم وهم غارّون «2» ، فرأى ذلك ناشب بن بشامة العنبرىّ الأعور، وهو أسير فى بنى سعد بن مالك من بنى ثعلبة، فقال لهم: أعطونى رسولا أرسله إلى بنى العنبر أوصيهم بصاحبكم خيرا ليولوه ما تولوننى من البرّ. وكان حنظلة بن طفيل المرثدىّ أسيرا فى بنى العنبر، فقالوا: على أن توصيه ونحن حضور، قال نعم، فأتوه بغلام «3» ، فقال: أتيتمونى بأحمق، وما أراه مبلّغا عنّى! قال الغلام: لا والله ما أنا بأحمق، وقل ما شئت فإنّى مبلّغه، فملأ الأعور كفّه من الرمل فقال: كم فى كفّى منه؟ قال: شىء لا يحصى كثرة، ثم أومأ الى الشمس فقال: ما تلك؟ قال: هى الشمس. قال: فاذهب إلى أهلى فأبلغهم عنّى التحيّة وقلّ لهم: ليحسنوا إلى أسيرهم [ويكرموه «4» ] فإنى عند قوم محسنين إلىّ [مكرمين «5» لى] وقل لهم ليعروا جملى الأحمر: ويركبوا نافتى العيساء «6» ، ويرعوا حاجتى فى بنى مالك، وأخبرهم أن العوسج «7» قد أورق، وقد اشتكت النساء، وليعصموا همّام بن بشامة فإنه مشئوم محدود «8» . ويطيعوا ابن الأخنس فإنه حازم ميمون.

الصفحة 379