كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 15)

وجعل فيه صور الكواكب السبعة، وزبر على رأس كل كوكب محارته «1» وما يعمله من المنافع والمضارّ، وألبسه الثياب الفاخرة وأقام له كاهنا وسدنة. وخرج مغرّبا حتى بلغ البحر المحيط وعمل عليه أعلاما، وجعل على رأس كل علم أصناما تسرج عيونها بالليل كأنها مصابيح، ورجع على بلاد السودان الى النيل، وأمر ببناء حائط على جانب النيل، وجعل له أبوابا يخرج الماء منها. وبنى فى صحراء الغرب وراء الواحات ثلاث مدن على أساطين، وجعل شرفها من الحجارة الملوّنة التى تشفّ، وجعل فى كل ناحية منها ثلاث خزائن للحكمة، وهى أوّل عجائب الأرض، جعل الدخول الى هذه المدائن من الأساطين التى بنيت عليها. ففى إحدى هذه الخزائن صنم الشمس الذى هو أعظم أصنامهم، وهى معلّقة عليه فى بيت شرفها، «2» وعلى رأسه إكليل فيه كواكبها الثابتة. وفى إحداها «3» صنم للشمس رأسه رأس طاووس فى جسد إنسان من ذهب أزرق، وعيناه جوهرتان صفراوان، وهو جالس على سرير مغنطيس، وفى يده مصحف العلوم. وفى إحداها «4» صنم رأسه رأس إنسان وجسده جسد طائر، وصورة امرأة جالسة من زئبق معقود، لها ذؤابتان، وفى يدها مرآة وعلى رأسها صورة كوكب، وهى رافعة بالمرآة الى وجهه، ومطهرة فيها سبعة ألوان، من الماء السائل لا يختلط بعضها ببعض ولا يوارى بعضها بعضا، وصورة شيخ من حجر الفيروزج، وبين يديه

الصفحة 5