كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 15)

صبية يعلّمهم، وهم من أصناف العقيق والجوهر. وفى الخزانة الثانية صورة هرمس [يعنى «1» عطارد] وهو مكبّ ينظر الى مائدة بين يديه من نوشادر على قوائم كبريت أحمر، وفى وسطها مثل الصّحفة من جوهر أحمر فيها دواء أخضر من الصنعة، وصورة عقاب من زمرّد أخضر عيناه من ياقوت أصفر، وبين يديه حيّة من فضّة قد لوت ذنبها على رجليه ورفعت رأسها كأنها تريد أن تنفخ عليه، وفى ناحية منها صورة المرّيخ راكبا على فرس وبيده سيف مسلول من حديد أخضر، وعمود من جوهر أخضر، عليه قبّة من ذهب فيها صورة المشترى، وقبّة [من أدرك «2» ] على أربعة أعمدة من جزع أزرق فى سقفها صورة الشمس والقمر متحاذبين فى صورة امرأة ورجل كأنهما يتحادثان، وقبة من كبريت أحمر فيها صورة الزّهرة على صورة امرأة ممسكة بضفيرتها وتحتها رجل من زبرجد أخضر، فى يده كتاب فيه علم من علومهم كأنه يقرأ فيه عليها «3» . وجعل فى كل خزانة من بقية الخزائن من العجائب ما لا يحدّ، وعلى باب كل مدينة طلّسمات تمنع من دخولها فى صور مختلفة لا يشبه بعضها بعضا، وفى كل مدينة من الجوهر النفيس والذهب والفضة والكبريت الأحمر والتّربة الصنعيّة فى البرانىّ الملوّنة، وصنوف الأدوية النفيسة المؤلّفة والسموم القاتلة. وعلّم كل باب من الأساطين بعلامة يعرف بها يصعد اليها من مسارب تحت الأرض. قال: وجعل بين «4» هذه المدائن

الصفحة 6