إذا تقرر ذلك، فالكلام عليه من أوجه:
أحدها:
سميت الخمر لمخامرتها العقل، أي: مخالطتها له أو لتغطيتها إياه، تذكر وتؤنث (¬1).
وجزم ابن التين بالتأنيث. قال ابن سيده: هي ما أسكر من عصير العنب، والأعرف فيها التأنيث، وقد تذكر، والجمع: خمور (¬2).
وقال ابن المسيب فيما حكاه النحاس في "ناسخه": سميت؛ لأنها صعد صفوها ورسبت كدرتها (¬3).
وقال ابن الأعرابي: لأنها تركت فاختمرت واختمارها تغير ريحها (¬4).
وجعلها أبو حنيفة الدينوري (¬5) من الحبوب وهو تسمح؛ لأن
¬__________
(¬1) ورد بهامش الأصل تعليق نصه: قال النووي في "التهذيب": وهي مؤنثة على اللغة الفصيحة المشهورة، وحكى أبو حاتم في "المؤنث والمذكر" في موضعين منه أنَّ قومًا فصحاء يُذَكِّرونها، قال: وسمعت ذلك ممن أثق به. وذكرها ابن قتيبة في "أدبه" فيما جاء فيه اللغتان ولا يقال: خمرة بالهاء في اللغة الفصيحة وتكرر استعمالها في "الوسيط" بالهاء بلا إنكار. قال: وقد روينا في "الجعديات" مرفوعًا: "إن الشيطان يحب الخمرة" بالهاء، وكذا ذكره أهل اللغة الجوهري وغيره. وذكر أبو حاتم أنه يقال: خمرة. وكذا ابن مالك في "المثلث". قال: الخمرة، الخمر، انتهى بمعنا. [انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" 3/ 98].
(¬2) "المحكم" 5/ 114.
(¬3) "الناسخ والمنسوخ" 1/ 595.
(¬4) "الصحاح" 2/ 649.
(¬5) هو أحمد بن داود الدينوري النحوي، تلميذ ابن السكيت، صدوق، كبير الدائرة، طويل الباع، ألف في النحو واللغة والهندسة والهيئة والوقت ... وأشياء، مات سنة 282 ص انظر: "سير أعلام النبلاء" 13/ 422 (208).