كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 16)

[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه ثلاث علل:
الأولى: يزيد بن أبان الرَّقاشي، "ضعيف" كما في (التقريب ٧٦٨٣).
الثانية: دُرُسْت بن زياد، ضَعَّفه الجمهور؛ ولذا قال الحافظ: "ضعيف" (التقريب ١٨٢٥).
ومشاه ابن عدي، فترجم له في (الكامل ٦٣٦)، وذكر له هذا الحديث وغيره، ثم قال: "وهذه الأحاديث لدرست عن يزيد الرقاشي عن أنس فيما ينفرد به درست عن يزيد، ومنها ما قد شورك فيه، ولدرست غير هذه الأحاديث عن يزيد وعن غيره قليل، وأرجو أنه لا بأس به" (الكامل ٤/ ٤٦٣).
وهذا مما انفرد به درست، وبهذا أعله ابن طاهر القيسراني فقال: "وهذا مثل الذي تقدم"، والذي تقدم قال فيه: "ودرست تفرد به" (الذخيرة ٤٢٨٩، ٤٢٩٠).
الثالثة: إسحاق بن إبراهيم الغزي، ضَعَّفه الدارقطني، (اللسان ٩٧٩).
فأما محمد بن أبي السري فهو محمد بن المتوكل، مختلف فيه، وثقه ابن معين، ولَيَّنه أبو حاتم، وقال ابن حبان وغيره: "كان من الحفاظ"، وقال ابن عدي وغيره: "كان كثير الغلط"، وقال ابن حجر: "صدوق عارف له أوهام كثيرة" (التقريب ٦٢٦٣).
وقوله: «الوُضُوءُ بِمُدٍّ، وَالغُسْلُ بِصَاعٍ» صحيح كما سبق.
ووضوءه صلى الله عليه وسلم بكُوزِ الحُبِّ - له شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها، وسيأتي الكلام عليه قريبًا.

الصفحة 109